عنب بلدي ــ العدد 120 ـ الأحد 8/6/2014
وتعرضت مدينة داريا خلال الأسبوع لقصف عنيف بالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون مصدرها مطار المزة العسكري وثكنات الفرقة الرابعة في جبال المعضمية وجبال سرايا الصراع والحواجز المتمركزة على أطراف المدينة وأوتوستراد دمشق درعا الدولي.
وقامت مروحيات الأسد بشن غارات متواصلة يوم الثلاثاء 3 حزيران إضافة إلى غارات الطيران الحربي، التي استهدفت المدينة بأكثر من عشرين برميلًا متفجرًا على مناطق مختلفة وسط وشمال المدينة، أدت إلى تدمير بعض المباني السكنية ووقوع إصابات بسيطة بين أهالي المدينة.
وبحسب مراسل عنب بلدي في داريا فإن يوم الثلاثاء الذي تزامن مع انتخابات الرئاسة، شهد قصفًا هو الأعنف منذ أشهر على المدينة، بمختلف أنواع الأسلحة الجوية والأرضية، بالإضافة إلى «الألغام البحرية» التي عاود النظام إلقاءها من الطائرات، وتملك قدرة تدميرية كبيرة بحسب ما أفاد المراسل.
كما تعرضت المدينة يوم الأربعاء لقصف بـ 10 براميل متفجرة توزعت على أحيائها، واستهدفت مدفعية النظام المتمركزة في جبال الفرقة الرابعة الصالة الأثرية المحاذية للمنطقة الفاصلة بين داريا والمعضمية شمال غرب المدينة، ما أدى إلى إصابة أحد المقاتلين إصابة متوسطة.
في المقابل قصفت قوات الأسد، عن طريق الخطأ، مواقعًا لها في الجبهة الشمالية ببرميلين متفجرين، إضافة إلى سقوط صاروخ في أماكن تمركز قوات الأسد على الجبهة الجنوبية الشرقية من الطيران الحربي التابع لقوات الأسد.
فيما حالت الظروف الجوية أمام استمرار غارات الطيران الحربي يوم الخميس، فقد شهدت المدينة تساقط أمطار غزيرة أعاقت عملية تحليق الطيران الحربي في سماء المدينة، بيد أن القصف بقذائف الهاون استمرت على نفس الوتيرة.
ميدانيًا دارت اشتباكات عنيفة على عدة محاور، كان أعنفها على الجبهة الشمالية والشمالية الشرقية، حيث تمكن خلالها الجيش الحر من «التصدي لمحاولات اقتحام قوات الأسد لهذه المحاور وقتل عشرات من العناصر» بحسب بيان للواء شهداء الإسلام المقاتل في المدينة، كما تمكن مقاتلو الحر من «تفجير نفق لقوات الأسد في منطقة مقام سكينة على الجبهة الشمالية»، إضافة لاستهداف مطار المزة العسكري بقذائف الهاون.
في المقابل فجرت قوات الأسد نفقًا حفرته باتجاه نقاط تمركز الجيش الحر على الجبهة الشمالية في محور الثانوية الشرعية، وبحسب المراسل فيعود سبب تفجيره إلى حفر نفق مقابل له من قبل الجيش الحر، وتخوف قوات الأسد من استغلال النفق لمصلحة الحر والتسلل إلى نقاط تمركزها.
إلى ذلك سقط يوم الجمعة شحادة أبو محمد عن طريق الخطأ بحسب المراسل، بينما قتل عزات أبو علي قنصًا على الجبهة الشمالية، وأحمد أبو عباس جراء إصابته برصاص قناص على الجبهة الشمالية، وهو الشهيد الرابع في عائلته بعد استشهاد أبيه وأخيه وعمه خلال حملة قوات الأسد على المدينة، بينما عثر على جثة الشاب عدنان شما الذي فقد منذ أسبوع، وقد أعدم مع بعض العاملين معه في إحدى مزارع ريف درعا بحسب أهالي المنطقة.
من جانبه نظم المكتب الإعلامي التابع للمجلس المحلي وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء «تنديدًا بانتخابات الدم»، رفع فيها الناشطون لافتات تؤكد على «صمود» أهل المدينة ومقاتليها في وجه حملات النظام العسكرية المتكررة، و «عدم شرعية الانتخابات».
بينما تقوم قوات الأسد بحملات هدم للمنازل في منطقة الدحاديل شرق المدينة، وتستمر في حملتها على المدينة منذ 560 يوم تقريبًا، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة البرية والجوية وتمكنت من السيطرة على أجزاء متفرقة شمال وشرق المدينة، فيما يتمكن الجيش الحر من التصدي للحملات التي تشنها بين حين وآخر لمحاولة التسلل إلى نقاط تمركز مقاتليه.
ويعيش أهالي المدينة المحاصرون ظروفًا حياتية صعبة في ظل غياب مقومات الحياة والبنى التحتية، وصعوبة الحصول على المواد الغذائية والطبية بعد إغلاق معبر مدينة المعضمية المجاورة.