رحلة “أسد اللات” من تدمر قبل الميلاد إلى دمشق “القرن 21”
عرض المتحف الوطني في دمشق تمثالًا تدمريًا أمس، يحمل اسم “أسد اللات”، كان قد تعرض لأضرار جسيمة إثر هجوم تنظيم “الدولة الإسلامية” على مدينة تدمر الأثرية.
وقال مدير هيئة الآثار السورية، محمود حمود، إن التمثال سيظل في المتحف الوطني في المستقبل المنظور، لكنه قد يعود في النهاية لموقعه في تدمر، بحسب وكالة “رويترز”.
وقال عالم الآثار البولندي الذي رمم التمثال، بارتوز ماركويسكي، إنه تمثال استثنائي ومعروف عالميًا لتدمر، موضحًا أن نصف التمثال المرمم أصلي.
ومولت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) تكاليف ترميم التمثال، ووصفت المنظمة في وقت سابق أعمال تنظيم الدولة التخريبية في المواقع الأثرية بـ”جريمة حرب”.
وسبق للمعهد العالي للمحافظة والترميم الإيطالي أن تعاون مع النظام السوري لترميم تمثالين تدمريين تعرضا لأعمال تخريبية على يد التنظيم، وأوضح علماء الآثار أنهم يحاولون الحفاظ على الإرث الإنساني ولا يتعاونون مع النظام.
في حين ربط مدير هيئة الآثار السورية بين أعمال الترميم عمومًا، لاسيما “أسد اللات”، وبين ما أسماه مرحلة الانتصار على “العصابات الإرهابية”، وإعادة الإعمار وفق ما صرح لصحيفة “الوطن” الموالية للنظام.
تنظيم الدولة واستهداف الآثار
ونقلت حكومة النظام السوري تمثال “أسد اللات”، البالغ وزنه 15 طنًا إلى دمشق، بعد استرجاع قوات الأسد بدعم عسكري روسي لمدينة تدمر في آذار 2016، بعد أن كانت تحت سيطرة تنظيم “الدولة”.
وخلال هذه الفترة دمر التنظيم قوس النصر الشهير في تدمر، كما فجر أبراج دفن ومعابد، أشهرها معبد “بل”، وهو أحد أهم الصروح الدينية في الشرق خلال القرن الأول الميلادي.
وقالت مديرة يونسكو، إيرينا بوكوفا، لـ “BBC” عام 2015، إن عناصر تنظيم “الدولة” يلجؤون إلى التهريب لبيع التحف الأثرية من أجل تمويل التطرف والإرهاب.
ونشر التنظيم صورًا لتدمير أضرحة إسلامية في تدمر وصفها بـ “مظاهر شرك”، وأفاد ناشطون أن التنظيم زرع ألغامًا حول المواقع الأثرية في حزيران 2015.
وفي كانون الأول 2016 سيطر تنظيم “الدولة” على تدمر للمرة الثانية، ودمر واجهة المسرح الروماني قبيل طرده من المدينة مرة أخرى.
واتهم مراقبون النظام السوري بالتنسيق مع تنظيم “الدولة” للتخلي والاستيلاء على المدينة الأثرية، بهدف صرف النظر عن المجازر المرتكبة بحق المدنيين إثر طرد فصائل المعارضة منها.
معبد اللات يفقد أسده
في عام 1974 كشفت بعثة بولونية أثرية عن معبد اللات في تدمر، وهو معبد مبني في القرن الثاني ميلادي، على بقايا معبد من القرن الأول قبل الميلاد، وتحول في القرن الخامس أو السادس الميلادي إلى كنيسة.
واللات (الربة الأم وربة الحرب) واحدة من أهم الربات عند العرب الأنباط وعرب الشمال، وهي الآلهة أثينا عند اليونان، وعشتار في بلاد الرافدين.
وأسد اللات هو رسول الآلهة إلى البر، وحامي اللاجئين إلى معبدها، بحسب أساطير شعوب المنطقة، وكان قد تم الكشف عنه عام 1977.
وفي تموز 2015 تداول ناشطون أنباء عن تدمير تنظيم “الدولة”، لتمثال أسد في تدمر عمره أكثر من ألفي عام، وهو ما أكده مدير الآثار والمتاحف في سوريا، مأمون عبد الكريم.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :