عنب بلدي ــ العدد 120 ـ الأحد 8/6/2014
وشن مقاتلو مجلس الشورى، الذي يوجّه كتائب المعارضة هجومًا، على قرى الفدين والحجنة والحريجية التي تقع تحت سيطرة مقاتلي «دولة العراق والشام» صباح الجمعة 6 حزيران، وتمكنوا من السيطرة على قريتي الفدين والحجنة مع تواصل الاشتباكات على أطراف قرية الحريجية، الواقعة على القسم الغربي لنهر الخابور.
وشهدت أغلب القرى في المنطقة حركة نزوح باتجاه الشمال بسبب شدة الاشتباكات، وشح المواد الغذائية وإقفال جميع طرق مدينة دير الزور دخولًا وخروجًا.
بدورها صعدت قوات الأسد قصفها للأحياء المحررة، مستهدفةً بشكل مكثف أماكن تمركز للكتائب التي أعلنت صراحة وقوفها ضد «دولة العراق والشام».
وتنقسم الكتائب في دير الزور بين مؤيد للتنظيم وبين محارب له، ويقول «حسن» أحد مقاتلي كتيبة «المهاجرين إلى الله» لعنب بلدي، «لقد انقسمت الكتائب في حربها ضد داعش بين مهادن يرفض عداوة هذا التنظيم، وفصائل مقابلة رفضت الوقوف على الحياد في تنظيم يشكل خطرًا»، وأضاف «لو لم تخرج كتيبتي لقتال داعش، لخرجت أنا ورفاقي بشكل فردي؛ إنها مشكلة وطن والخيانة فيها ليست وجهة نظر».
جوهر الصراع
يحاول عدد من شيوخ العشائر في المنطقة التوصل إلى اتفاق مع قادة تنظيم الدولة، يقضي بتحييد القرى التي تتواجد فيها أبار النفط والغاز عن الصراع بحسب مراسل عنب بلدي في المنطقة، التي تحتوي على 9 حقول نفطية وغازية أبرزها حقل غاز «كونيكو» الذي تحول إلى هدف رئيسي لجميع الفصائل المتصارعة، وتبادلت السيطرة عليه مع مقاتلي التنظيم.
ما حدا بـ «دولة العراق والشام» إلى إرسال قائدها العسكري «عمر الشيشاني» لقيادة المعارك في المنطقة، وقد ظهر في صورة نادرة في قرية البصيرة يحمل منظارًا روسيًا، مستقطبةً تعزيزات من الرقة والحدود العراقية.
على الطرف الآخر وفي تسجيل صوتي جديد له، ظهر أبو ماريا القحطاني الذي يعتبر الرجل الثاني في جبهة النصرة، بعد «الجولاني»، مهددًا تنظيم الدولة ومتحديًا لأميرها العام (البغدادي)، بالكشف عن نفسه وعن أبرز رجاله، الذين، وبحسب القحطاني «قضوا على الجهاد في العراق واليوم يريدون إيقافه في الشام».
استمرار الحرب
سيطرة «دولة العراق والشام» على الريف الغربي لدير الزور، وجزء من الريف الشرقي، ليست مستقرة نظرًا لاستمرار «الكرّ والفرّ» مع باقي الفصائل في المنطقة، بحسب مراسل عنب بلدي. وأضاف المراسل أن عدة قرى في الريف الديري شهدت انتفاضةً ضد عناصر التنظيم، ومنها قرية «أبو التنل» التي تخضع لسيطرته منذ عدة أشهر، حيث «انتفض» أبناء العشائر وأهالي القرى المجاورة ضد التنظيم، وقال أحد أفراد عشيرة البوسرايا لعنب بلدي «هذا ردّ فعل طبيعي على فكر خارج عن المعتاد لأهالي المنطقة؛ العناصر الغرباء تصرفاتهم مرفوضة ولا يحترمون أعراف المنطقة».
ويقول محللون إن قلة العناصر في مناطق شاسعة وصعوبة التمركز لجميع الأطراف ستطيل أمد المعارك وستدخل المدينة في دوامة من المعارك الصغيرة والتفجيرات المتواصلة، وسط عجز أي من الأطراف على حسم الأمور لمصلحته.