سيرين عبد النور – الرقة
لم يكن يخطر في بال أحد أن أولى المحافظات السورية تحررًا من قبضة الأسد وأقلها تضررًا، ستقدم أسوء مثال لحال المناطق المحررة»، بهذه الكلمات يصف أبو محمد مدينته الرقة التي خرج منها مطاردًا من تنظيم «دولة العراق والشام» بعد أن بسط سيطرته على المدينة وأخرج بقية الفصائل منها.
لكن ملامح لتغيير هذه الحال بدأت تظهر مؤخرًا، بعد أن شهدت الرقة تصعيدًا في الاشتباكات ضد عناصر «دولة العراق والشام» في ريفها الشمالي، حيث يشن لواء ثوار الرقة هجمات مستمرة على مراكز التنظيم في عدة قرى منها الريس والجسر، مواصلًا التقدم باتجاه قريتي المنكلي وكومازات.
حرب كتائب المعارضة ضد «دولة العراق والشام» أعادت صياغة موازين العلاقات في المنطقة، كما يرى محللون، حيث تحالفت فصائل من المعارضة مع فصائل كردية في العديد من القرى، ما انعكس على زيادة التنسيق في العمليات المشتركة بين الطرفين ضد التنظيم الذي بات يتلقى مؤخرًا العديد من الضربات، وآخرها الهجوم الذي وقع قرب «مطعم السلطنة» في حي الثكنة أحد مقرات التنظيم يوم الخميس 5 حزيران.
يقول «أبو فهد» أحد مقاتلي لواء ثوار الرقة «لقد كانت ضربات الشهر الماضي موجعة لدولة العراق والشام، فقد تم تنفيذ العديد من عمليات الاغتيال لعناصر التنظيم، وبينهم أمنيان على الأقل» (الأمني لقب يطلق على مشرفي الأمن الداخلي في التنظيم)، ويتابع أبو فهد «لايزال هناك المزيد من العمليات النوعية… لن تعود شوارع الرقة آمنة لمقاتلي التنظيم بعد اليوم».
وانعكس هذا التصعيد على تشديد التنظيم لقبضته الأمنية على المدينة، حيث باتت شوارعها مقطعة بحواجز التفتيش التي تشهد كل يوم عددًا من حالات الاعتقالات لمن «يشتبه بمساعدتهم للثوار».
على صعيد متصل يرى ناشطون أن الفرقة 17 آخر معاقل الأسد في المحافظة تعيش «أيام عز» بعد تراجع الهجمات ضدها، حتى استطاع عناصر الفرقة التقدم واستعادة السيطرة على حاجز «معمل السكر»، بالتزامن مع توجيه التنظيم أرتاله إلى دير الزور في مواجهة كتائب المعارضة وجبهة النصرة.
يذكر أن الرقة تعيش حالةً من الركود الاقتصادي، خصوصًا بعد إغلاق منفذها الحدودي إلى تركيا في «تل أبيض»، في حين يعتبر الناشطون تحرير عددٍ من قرى ريف الرقة من قبل قوات المعارضة «نافذة أمل» للرقة، بعد استياء من التشديد الأمني والمعيشي على الأهالي منذ سيطرة تنظيم «دولة العراق والشام» على المدينة.