عنب بلدي – خاص
تتبع فصائل المعارضة العاملة في الغوطة الشرقية أساليب حرب الشوارع بـ”دقة” ضد قوات الأسد المهاجمة، المتمثلة بـ”الفرقة الرابعة”، فالهدف التكتيكي على الأرض هو “المقاومة لا تحقيق النصر”، إلى جانب نصب الكمائن لاستنزاف الطرف المهاجم يومًا بعد يوم.
وحاولت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها في الأيام الماضية التقدم على حساب فصائل المعارضة العاملة في المنطقة، والمتمثلة بـ “فيلق الرحمن”، إلا أنها لم تنجح، وتكبدت خسائر كان آخرها صباح الخميس 28 أيلول، حين أعلن “الفيلق” قتل أكثر من 45 عنصرًا من “الفرقة الرابعة” بسلسلة كمائن على أطراف حي جوبر وبلدة عين ترما.
وأثبتت خطط حرب الشوارع التي يتبعها “الفيلق” في المنطقة نجاعتها، على مدار الأيام الماضية، فلم يمر يوم من أيام الحملة دون أن يعلن الفصيل قتله للعشرات من قوات الأسد، إلى جانب إيقاع جرحى وأسرى.
وتحاول قوات الأسد اتباع ذات الأسلوب (الكمائن) من خلال حفر الأنفاق وتفخيخها، خاصة على الجبهات والخطوط الأمامية الأولى، وعرضت في الأيام الماضية فيديوهات قالت إنها من بين عمليات “الحرس الجمهوري” ووحدات الهندسة فيه.
المعارضة: 475 قتيلًا خلال ثلاثة أشهر
وأعلن “الفيلق”، الجمعة 29 أيلول 2017، عن خسائر “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات الأسد خلال 100 يوم على جبهتي جوبر وعين ترما.
وذكر المكتب الإعلامي للفصيل أنه قتل، خلال الفترة الممتدة من 28 حزيران وحتى 28 أيلول، أكثر من 475 عنصرًا من قوات الفرقة الرابعة، بينهم أكثر من 28 ضابطًا، في حين تجاوز عدد الجرحى 1200 عنصر.
وأشار إلى أن مقاتليه أسروا عنصرًا واحدًا من قوات الأسد، في حين نفذوا 11 كمينًا، بحسب تسجيلات مصورة عرضها على حساباته الرسمية.
وقال إنه دمر 36 دبابة وأربع عربات شيلكا، وست عربات من طراز “BMP”، وأربعة مدافع فوزديكا، و12 جرافة عسكرية (بلدوزر)، وثلاث منصات لإطلاق صواريخ “الفيل”، وسبعة مدافع “عيار 23″، وثلاثة رشاشات من نوع “14.5”.
ولم يعلّق النظام السوري على الحصيلة الأخيرة التي عرضها “الفيلق”، بينما اعترفت وسائل إعلام مقربة منه بحصيلة كمائن الخميس الماضي، والتي بلغت 45 عنصرًا بينهم ثلاثة ضباط برتبة ملازم أول، إلى جانب 17 جريحًا، وقالت إنهم سقطوا جراء تفجير سلسلة أبنية بهم على أطراف بلدة عين ترما.
واستمرت وسائل إعلام النظام بالحديث عن المحاولات المستمرة للتقدم، خاصةً على كتل الأبنية الفاصلة بين مواقع سيطرة قوات الأسد وفصائل المعارضة، وسط تغطية نارية من قبل الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة.
وأشارت إلى أن “الجيش السوري” يسعى إلى التوغل في عمق عين ترما من ثلاثة محاور، الأول ينطلق من كازية سنبل، والثاني من منطقة كمال مشارقة، أما الثالث من منطقة حارة الجباوية.
ويرافق العمليات العسكرية استهداف مدفعي وصاروخي يومي لحي جوبر وبلدة عين ترما، سقط إثره منذ مطلع أيلول الجاري أكثر من 20 ضحيةً من المدنيين، وعشرات الجرحى.
ويعتبر الهجوم على عين ترما وجوبر تتمة لسلسلة هجمات بدأتها قوات الأسد على ثلاثة محاور في المنطقة، منذ حزيران الماضي.
وتأتي أهمية حي جوبر الدمشقي كونه بوابة الغوطة الشرقية إلى عمق العاصمة دمشق، إذ تبدأ حدود الحي من المتحلق، الذي يفصله عن زملكا، وصولًا إلى ساحة العباسيين.
ويعتبر الحي من أكثر الأحياء التي مني فيها الأسد بخسائر بشرية وعسكرية، إذ تكرر استهداف غرف العمليات فيه، وقتل عشرات الضباط وقادة العمليات العسكرية.
“تحفيف التوتر” على الورق فقط
وانضم حي جوبر الدمشقي إلى مناطق “تخفيف التوتر” ووقف إطلاق النار، بموجب اتفاق وقعه “فيلق الرحمن”، العامل في المنطقة، مع الجانب الروسي.
وينص الاتفاق على وقف إطلاق النار بشكل حازم بكافة أنواع الأسلحة، ويشمل جميع المناطق التي يسيطر عليها “الجيش الحر” في حي جوبر بالغوطة الشرقية.
كما يتضمن فك الحصار عن الغوطة الشرقية، وإدخال المواد الأساسية التي تحتاجها الغوطة الشرقية دون أي إعاقات أو ضرائب أو أتاوات، ويهتم بإطلاق سراح الموقوفين والمعتقلين من الأطراف المعنية بهذا الاتفاق.
وفي حديث سابق مع الناطق الرسمي باسم “الفيلق”، وائل علوان، اعتبر أن خرق قوات الأسد للاتفاقيات الموقّعة ليس جديدًا، إذ لم تلتزم بالاتفاقيات السابقة التي شملت الغوطة الشرقية، سواء اتفاق أنقرة أو مخرجات “أستانة”.
وأوضح أنه “من المتوقع عدم التزام قوات الأسد بالاتفاق وعدم جدية الروس أيضًا”، مشيرًا إلى أن “الفصائل تناور في المسار السياسي وأروقة المفاوضات الدولية وسط صمت كامل من المجتمع الدولي”.
وقال “نقوم حاليًا بتوثيق جميع الانتهاكات، وسنقوم بإبلاغ الجانب الروسي والضامنين لأستانة سابقًا والأمم المتحدة”.
إلا أن النظام السوري يبرر قصفه للغوطة بأنه يستهدف مواقع “هيئة تحرير الشام” المصنفة على قوائم “الإرهاب”، والتي لم يتم تضمينها بالاتفاق المبرم.