كيف نتجنب الذبحة القلبية

  • 2017/10/01
  • 12:50 ص
الذبحة القلبية

د. أكرم خولاني

تعتبر الذبحة القلبية أكثر اضطرابات القلب شيوعًا، فهي تصيب حوالي 1.6% من الناس حول العالم، وهي مجموعة أعراض لتضيق الشرايين التاجية (الإكليلية) المغذية لعضلة القلب الناجم عن ترسب الدهون فيها (الكوليسترول والشحوم الثلاثية) أو تصلبها.

ورغم خطورة هذا المرض وتهديده للحياة إلا أن تطور وسائل تشخيصه وكذلك تطور طرق علاجه أدت لتراجع نسبة الخطورة.

ويعتمد التشخيص على استجواب المريض لأخذ قصة مرضية مفصلة، وإجراء فحص سريري دقيق، فيشتبه بالإصابة بالذبحة القلبية عند الأشخاص الذين يشعرون بعدم الراحة أو ألم على شكل ضيق أو ثقل في مركز الصدر خلف عظم القص، أو في الجانب الأيسر من الصدر، وينتشر إلى الذراع الأيسر أو بين الكتفين أو إلى العنق أو الأسنان السفلية، ويرتبط  بالجهد الجسدي أو التوتر العاطفي، ويشتد بعد الطقس البارد أو الطعام (مع الانتباه إلى أن بعض الناس يعانون من أعراض غير نموذجية كالغثيان، والانزعاج الشرسوفي أو التجشؤ، وخاصة عند كبار السن، والنساء، ومرضى الداء السكري).

وعندها يلجأ الطبيب لإجراء بعض الاختبارات لتأكيد التشخيص، واعتمادًا على نتائج الفحوص والاختبارات يتم تقرير خطة العلاج المناسبة.

ما الاختبارات التي تشخص الإصابة بالذبحة القلبية؟

تخطيط كهربائية القلب (ECG):

هو أول الاختبارات التي تجرى عادة لتشخيص الذبحة القلبية، ويعتمد على تحويل نبضات القلب إلى ذبذبات تظهر على شاشة الجهاز أو يتم طباعتها على الورق، وعن طريقها يتم قياس معدل ضربات القلب وانتظامها، فعضلة القلب المصابة ترسم ذبذبات غير طبيعية، ولكن يمكن أن يظهر هذا المخطط طبيعيًا رغم وجود إصابة فعلية بالذبحة القلبية.

اختبار إجهاد القلب:

وفيه يتم مراقبة ضغط الدم ومخطط كهربائية القلب أثناء زيادة المجهود الجسدي للمريض، حيث يتم تشخيص الحالة إذا كان الجهد يسبب الأعراض.

تصوير الصدر بالأشعة السينية:

عادة ما تكون طبيعية في مرضى الذبحة القلبية، ولكن تجرى لنفي وجود أي مرض آخر في القلب أو الرئتين.

فحص الدم:

يجرى لمعرفة مستوى أنزيمات القلب (تريبونين، cpk) والتي تتسرب من الألياف العضلية لعضلة القلب في حال كانت مصابة، والبروتين الارتكاسي CRP  حيث تشير المعدلات العالية منه لازدياد خطر التعرض لأمراض الشرايين التاجية، و نسبة الكولسترول في الدم (LDL، HDL) والشحوم الثلاثية (TG).

مخطط صدى القلب (إيكو):

يعطي معلومات عن شكل القلب وحجمه وكيفية عمل حجراته وصماماته، ويظهر المناطق التي لا تتحرك بشكل جيد نتيجة تعرضها للأزمة القلبية.

تصوير الأوعية عن طريق القثطرة الشريانية:

حيث يتم إدخال أنبوب رفيع جدًا ومرن عبر شرايين الفخذ أو الذراع لتصل إلى داخل عضلة القلب ثم تحقن الشرايين التاجية بصبغة تتم رؤيتها بواسطة الأشعة السينية، وبهذا يتم تحديد وجود انسداد أو تضيق في الشرايين التاجية.

المسح الذري: يتم حقن مادة مشعة عن طريق وريد في الذراع وتوضع كاميرا خاصة أمام صدر المريض لرؤية إضاءة هذه المادة الإشعاعية أثناء جريانها مع الدم، وبذلك يتم تقييم جريان الدم وتحديد أماكن وجود ضمور أو انسداد في الشرايين.

كيف يتم علاج الذبحة القلبية؟

أولًا، تغيير نمط الحياة:

إيقاف التدخين أو إقلاله قدر الإمكان، تجنب النشاطات المجهدة، تجنب الوجبات الدسمة والثقيلة التي تعطي شعورًا بالتخمة، تصغير حجم الوجبات، الابتعاد عن الأطعمة التي ترفع الضغط أو ترفع معدلات الكوليسترول والشحوم الثلاثية، تجنب المواقف التي تسبب الضغوط النفسية، إنقاص الوزن في حال كان هناك زيادة وزن.

ثانيًا، العلاج الدوائي:

الهدف منه علاج تخثر الدم وتوسيع الشرايين وتسكين الألم وعلاج مسببات الذبحة القلبية:

  • النترات: تقوم بإرخاء وتوسيع الأوعية الدموية، لذلك تستخدم لتخفيف ألم النوبة، ومنع حدوث النوبة عند التنبؤ بقدومها، وتقليل عدد مرات حدوث النوبات.

ويعتبر النتروغليسيرين أكثر النترات شيوعًا، حيث يستخدم على شكل أقراص توضع تحت اللسان أو لصاقات توضع على الجلد.

  • مضادات تخثر الدم: تمنع التصاق الصفيحات الدموية وتشكل الجلطات، وبالتالي تقي من حدوث النوبات القلبية، وعلى رأس هذه الأدوية الأسبرين، وهناك أيضًا كلوبيدوغريل، وبراسوغريل، وتيكاغريلور.
  • حاصرات بيتا: ترخي الأوعية وتخفف سرعة ضربات القلب وتخفض من ضغط الدم، وأكثرها استخدامًا بيزوبرولول وأتينولول.
  • حاصرات قنوات الكلس: ترخي الأوعية الدموية وبذلك تزيد من تدفق الدم فيها وتخفض من الضغط، وأكثرها استخدامًا دلتيازيم وأملوديبين.
  • مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين: تخفض معدلات ضغط الدم وتقلل من إجهاد القلب، ومنها كابتوبريل وراميبريل وإينابريل.
  • الستاتينات: تقلل من كولسترول الدم وتزيد من امتصاصه في الجسم ما يمنع ترسبه داخل الأوعية الدموية، ومنها سمفاستاتين وأتورفاستاتين وروزوفاستاتين.

ثالثًا، العلاج الجراحي:

يتم اللجوء إليه إذا لم تجد الأدوية وتغيير نمط الحياة في علاج الذبحة.

  • رأب الشريان وإدخال دعامة: يتم عن طريق القثطرة الشريانية، حيث يفتح الشريان المسدود أو يوسع مكان التضيق بواسطة بالون يدخل مع القثطرة، ويمكن وضع دعامة معدنية (شبكة Stint) في مكان التوسيع لضمان بقاء الشريان مفتوحًا.
  • الجراحة التحويلية: يتم اللجوء إليها في حالات نادرة، وفيها تستخدم شرايين أو أوردة من أماكن أخرى من جسم المريض وتزرع حول الشريان التاجي المسدود لتحويل التدفق الدموي من خلالها (تحويلة أو مجازة Bypass)، وهذا الإجراء يحتاج إلى عملية قلب مفتوح.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بالذبحة القلبية؟

  • الامتناع عن التدخين والكحول.
  • اتباع نظام غذائي صحي يشمل الفواكه والخضراوات و الحبوب الكاملة والأسماك.
  • الحفاظ على وزن الجسم المناسب.
  • ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة.
  • الابتعاد عن التوتر والجهد الجسدي والنفسي.
  • إجراء البالغين لفحص دوري كل عدة أشهر لمراقبة الضغط، السكري و الكوليسترول.
  • وعند وجود إصابة سابقة بأزمة قلبية فإن العلاج الدوائي هو من أهم العوامل التي تخفض فرص حدوث أزمة مرة ثانية.

وتشمل الأدوية: الأسبرين، حاصرات بيتا، خافضات الشحوم والكوليسترول، مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين، حاصرات قنوات الكلس.

أخيرًا، نؤكد أن الإصابة بالذبحة القلبية لا تعني أن المريض لم يعد بإمكانه ممارسة حياته ونشاطاته اليومية بشكل طبيعي، وإنما عليه تغيير بعض العادات السيئة في حياته كالبدانة والكسل والتدخين، ومعرفة حدود قدراته لممارسة النشاط البدني، إضافة لضرورة طلب المساعدة الطبية عند اشتداد الحالة خشية تحولها لأزمة قلبية خطيرة.

مقالات متعلقة

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية