هل أستمر أم أتوقف؟
تصعيد القصف على إدلب يوقف مشاريع الأفراد والمؤسسات
إدلب – طارق أبو زياد
يجلس الشاب الثلاثيني خالد الحدو، على كرسي من القش القديم مثقلًا بالهموم، ويحمل في يده اليسرى “قبضة” لاسلكي، يتردد فيها صدى عبارة “يا جماعة الحربي بالسما”، الصادرة عن مراصد محافظة إدلب.
أوقف التصعيد الجوي المكثف على محافظة إدلب الأهالي عن تنفيذ مشاريعهم، ومن ضمنها مطعمٌ شعبي انتهى خالد من تجهيزه في مدينة معرة مصرين بريف إدلب، إلا أن افتتاحه تأجل إلى وقت غير معلوم، في انتظار مصير المحافظة، كما يقول لعنب بلدي.
هل أستمر أم أتوقف؟
انضمت منطقة إدلب إلى مناطق “تخفيف التوتر”، التي تضم أيضًا أرياف محافظات حلب وحماة واللاذقية، بموجب مخرجات جولة “أستانة 6″، 15 أيلول، التي رعتها موسكو وأنقرة وطهران.
ويأتي التصعيد الذي خلّف عشرات الضحايا، عقب بدء “هيئة تحرير الشام” معركة في ريف حماة الشمالي الشرقي، 19 من الشهر نفسه، والتي تزامنت مع قصف مكثف طال قرى وبلدات في أرياف إدلب وحماة واللاذقية وحلب. |
يتحدث الشاب عن مشروعه الذي “أغرقه بالديون”، وفق تعبيره، مشيرًا إلى أنه اضطر لاستدانة ألفي دولار أمريكي لبدء المشروع الذي يعينه وعائلته على العيش في المنطقة، “وضعت حلولًا لكل العوائق التي يمكن أن تواجهني، ولكني لم أكن أتوقع عودة القصف والموت إلى إدلب”.
يتساءل خالد “هل أكمل مشروعي أم أوقفه؟”، متخوفًا من أن يستمر القصف “ويغدو حلمه سرابًا”، مردفًا “لا أستطيع الحصول على المال للسفر إلى تركيا أو أوروبا ولذلك أتمنى عودة الهدوء قريبًا”.
وضع خالد يشابه حال آخرين من أهالي إدلب والشمال السوري، سارعوا إلى بدء مشاريعهم الخاصة قبل انضمام المحافظة إلى مناطق “تخفيف التوتر”، الفترة التي عاشوا خلالها هدوءًا على مدار أشهر.
مشاريع المنظمات تضررت
ولم يقتصر توقف الأعمال على المشاريع الفردية، بل أثر القصف سلبًا على عمل المؤسسات والمجالس المحلية، التي ترعى مشاريع أكبر إذا ما قورنت بالمشاريع الشخصية.
ويقول مالك الزير، المدير الإداري في منظمة “بنفسج”، التي تعتبر من أنشط المنظمات العاملة في إدلب، إن معظم مشاريها توقفت مع عودة القصف، خاصة ضمن المناطق التي تتركز عليها الغارات متمثلة بكل من جسر الشغور وقرى وبلدات جبل الزاوية.
“غالبية فرقنا متوقفة عن العمل حتى إشعار آخر”، يضيف الزير، الذي يلفت إلى أن المشاريع التي تتركز في مدينة إدلب وريفها الشمالي مازال العمل مستمرًا فيها “ولكن بحذر”، كونها تتعرض بشكل أخف للغارات.
ويتبنى بعض سكان المحافظة والنازحين إليها عبارة “اعمل وتوكل على الله”، ومنهم غاب حج أمين، النازح من حماة إلى ريف إدلب الشرقي، ويقول لعنب بلدي إن القصف ليس جديدًا “فنحن متضررون منذ سنوات طويلة ويجب علينا الاستمرار بحياتنا أيًا كان الوضع”.
أنعش الآلاف من المهجرين إلى إدلب سوق المنطقة الاقتصادي والمعيشي، خلال الأشهر الماضية، إلا أن عودة القصف دعت البعض إلى البحث عن بدائل نزوح آخر، بينما يصر آخرون على أن غموض مصير المحافظة، يصعّب التكهن بمصير المشاريع المتوقفة ضمنها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :