“البتناج” رياضة اليافعين السوريين في ساحات أورفة
أورفة – برهان عثمان
في إحدى حدائق منطقة “يني شهير” في أورفة التركية، ينحني اليافع السوري محمد (15 عامًا)، لربط حذاء “البتناج”، قبل أن ينطلق مستعرضًا بعض الحركات الفنية التي تعلمها خلال ثلاث سنوات، بعد خروجه من دير الزور نحو تركيا.
ويقول محمد، المستقر في أورفة، لعنب بلدي، إنه يتدرب مع زملائه على “البتناج”، رياضة التزلج على الأراضي الصلبة، وهي ليست بالجديدة على المجتمع التركي، إلا أنها غزت مجتمع اليافعين السوريين في أكثر من ولاية.
“عندما تتحرك عجلاتها أشعر بالحرية مع أول نسمة هواء تلفح وجهي”، يضيف اليافع الذي يتدرب يوميًا في حدائق وساحات أورفة، مخصصًا وزملاءه جزءًا من وقتهم لهذه الرياضة، التي توفر الإثارة والمتعة، وفق تعبيره.
من الهواية إلى الاحتراف
احترف الشاب ألكس (26 عامًا) من مدينة حلب، رياضة “البتناج” منذ أن كان في سوريا، ويقول لعنب بلدي إنه يحاول اليوم تشكيل فريق خاص محترف من اليافعين والشباب السوريين في أورفة، التي لجأ إليها قبل سنوات.
ويؤكد الشاب أن بعض السوريين في المدينة، “يتمتعون بخبرات جيدة وطاقات كبيرة”، مشيرًا إلى أنه يُحاول تشكيل فريق يضمهم بعد دعمهم وتشجيعهم، إلا أنه يشتكي من غياب الاهتمام بهذه الفئة، متمنيًا تأسيس مراكز تُعنى بتدريبهم ما يُمكنهم من المشاركة في مسابقات محلية أو دولية.
ويضم فريق ألكس حاليًا 11 شابًا ويافعًا من مختلف الأعمار، يتدربون على مدار ثلاث ساعات يوميًا، لتنمية مهاراتهم وصقلها، “فالتدريب المستمر ضروري للحفاظ على لياقة ومرونة أجسام اللاعبين”، على حد وصفه.
ويلفت الشاب إلى خطورة ممارسة اللعبة دون وسائل حماية كافية، مؤكدًا “التدريب العشوائي يمكن أن تنجم عنه حوادث وأضرار جسدية كثيرة”.
الأهالي يتخوفون
أصيب اليافع هاشم الفرحان (17عامًا) أكثر من مرة خلال ممارسته الرياضة، ويشتكي من غياب مضمار مخصص لها، مشيرًا إلى أنه “رغم الرواج الذي تجده اللعبة، إلا أنها تلقى معارضة الأهالي الذين يقلقون على سلامة أبنائهم”.
يتدرب أعضاء الفريق في ساحة تزلج تتبع لأحد مراكز التسوق في المدينة، ويقولون إن أسعار الصالات مرتفعة، ورغم اعتراض الأهالي إلا أن ذلك لا يجد آذانًا صاغية لديهم، وفق هاشم، الذي يعتبر أنه يستمتع بهوايته ولا يريد أن يمنعه الخوف من ممارستها.
تخوّف الأهالي يشرحه مدرس اللغة العربية علي العيسى (43 عامًا)، ويقول لعنب بلدي إنه يرتجف عندما يرى أطفاله يرتدون أحذية “البتناج”، رافضين استخدام وسائل حماية، مؤكدًا “حتى طفلي الصغير ذو الستة أعوام يبكي لأنه يريد مشاركتهم اللعب وتعلم الرياضة”.
يُشارك في فريق ألكس يافعون من حلب ودمشق ودير الزور والرقة وحمص والقامشلي، على اختلاف انتماءاتهم العرقية، وهذا ما يعبّر الشاب عنه بقوله “جمعت هذه الرياضة الشباب واليافعين السوريين بعد أن فرقتهم السياسة والحرب والمناطق والقوميات “.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :