د. أكرم خولاني
تعتبر الإصابات الجلدية الفطرية من الأمراض الشائعة في فصل الصيف، ونظرًا للازدحام الشديد وعدم مراعاة شروط الصحة العامة في المخيمات وأماكن نزوح السوريين، وخاصة فيما يتعلق بالاستحمام أو الابتعاد عن الحيوانات، فإن العدوى بالفطور الجلدية ازدادت انتشارًا خاصة بين الأطفال وهذا ما دعانا للتعريف بالفطور الجلدية، وبعدها سنستعرض الإصابات الفطرية الأكثر شيوعًا في الأعداد القادمة بإذن الله.
تصنيف الفطور
تصيب الفطور الجلدية البشرة وملحقات الجلد (الشعر والأظافر) وتقسم إلى ثلاثة أجناس:
البشروية وهي تصيب البشرة فقط خاصة الثنيات الجلدية كتحت الإبطين وبين الأصابع.
والبويغاء وهي تصيب الجلد وشعر الرأس والجسد.
والشعروية وهذه تصيب الجلد وشعر الرأس والجسد وكذلك الأظافر.
أما من ناحية العدوى فتقسم هذه الفطور إلى ثلاث مجموعات:
أليفة للبشر: وهي لا تصيب سوى الإنسان كالشعروية الحمراء مثلًا.
أليفة للحيوان: وهي تنتقل إلى الإنسان من الحيوانات المصابة أو الحملة فأشيعها البويغاء الكلبية الذي ينتقل عن طريق القطط والكلاب، والشعروية الذقنية وتنتقل من الخيول والأرانب، والشعروية الثؤلولية وتنتقل من الأبقار، والبويغاء الفرسقية وتنتقل عن طريق القوارض.
أليفة للتربة: وهي توجد في التربة ونادرًا ما تصيب البشر.
مصادر العدوى
من أهم العوامل المساعدة على العدوى هي الحرارة والرطوبة وسوء الصحة..
وقد يكون مصدر العدوى إنسانيًا حيث تتم العدوى في معظم الحالات بواسطة التراب الملوث بالوسوف الناتجة عن الجلد أو الملحقات المصابة بالفطور (صالات الرياضة، الحمامات العامة، المسابح..) أو عن طريق الأمشاط أو الثياب الداخلية أو القبعات أو الجوارب الملوثة…، ويمكن أن تتم عن طريق التماس المباشر مع المناطق الجلدية أو الأشعار المصابة.
وقد يكون مصدر العدوى حيوانيًا عن طريق التماس المباشر مع الحيوانات المصابة أو بواسطة الأشعار المصابة لهذه الحيوانات.
أنواع العدوى
العدوى الفطرية السطحية وهي الأكثر انتشارًا، وتقتصر الإصابة على الطبقة البشروية المتقرنة للجلد والشعر وكذلك الأظافر كسعفة الرأس.
العدوى تحت الجلدية تنجم عن اختراق الفطريات للجلد عبر جرح نافذ، كداء الشعريات المبوغة على طول الأوعية اللمفاوية.
العدوى المنتشرة (العميقة) وهذه قد تشكل خطرًا على الحياة إذا كان التعرض كبيرًا أو كانت هناك إصابة مناعية.
أخيرًا نشير إلى أن العدوى قد تكون أولية؛ أي أنها تصيب إنسانًا ذو جهاز مناعي سليم، وقد تكون ثانوية (انتهازية) تصيب إنسانًا ذي جهاز مناعي معتل كالخدج ومرضى المشافي والعنايات ومرضى السكري والمرضى الذين يتعاطون أدوية مثبطة للمناعة مثل العلاج بالكورتيزون ومرضى الإيدز.