قرآن من أجل الثّورة 120
أسامة شماشان – الحراك السّلمي السّوري
- نعمة الثبات
{أَمَّنْ جعلَ الأرضَ قَرَارًا وجعلَ خِلالَها أنهارًا وجعلَ لها رواسيَ وجعلَ بينَ البحرينِ حاجزًا} (سورة النمل، 61). تشير هذه الآية إلى ثبات حركة الأرض وهو ثباتٌ يعطينا الأمان، فلو كان هناك اهتزازٌ أثناءَ الدورانِ، لكانتْ كلُّ الأبنيةِ معرَّضة لأن تنقضَّ وتنهار. فالأرض تتحرك بسرعة 460 متر في الثانية، ومع ذلك نشعر بسكون رهيب. ومن أجل أن نعرف قيمة هذا السكون، لنفكّر في الزلازل التي قد تأتي في بعض الأحيان على مدينة بأكملها ليصبح عاليها سافلها في ثوانٍ قليلة. وثمَّةَ أيضًا ثبات في خصائص المواد والنبات على الأرض. فلو زَرَعْتَ بذروًا تُنْبِت نوعًا ما من النبات فجاءتك بثمارٍ مختلفة عن المعهود، لكان في ذلك اختلال في القوانين وبالتالي إفساد للحياة، كأن تزرع البطيخ مثلا فيأتي الإنتاج بندورة، فثبات سنن إنبات البذور حيث لكل نوع خصائصه نعمة ومِنَّة وأمان. {أَإِلهٌ مع اللهِ بلْ أكثرُهُم لا يعلمون} (سورة النمل، 61).
- المؤمن مصدر أمن
{قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق} (سورة الفلق، 1-2). عن أبي شُرَيْحٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «واللهِ لا يُؤْمن، واللهِ لا يُؤْمن، والله لا يُؤْمن» قيل: ومن يا رسولَ الله؟ قال: «الذي لا يَأْمَن جارُهُ بوائِقَهُ» صحيح البخاري. هناك أشخاص إذا تكلمتَ كلمة خطيرة في حضورهم مثلًا، فلن تنام الليل خوفًا من عواقبها، مع أن المؤمنَ يجب أن يكونَ مصدرَ أمنٍ فلا يأتيك ضرر أو أذى أو مكيدة أو غدر من جانبه. فهو مصدر أمان تنام ناعم البال مطمئنَّ النفس مرتاح الضمير حتى ولو زلَّتْ قدَمُك أمامه، وتكلمت بكلمة غير لائقة أو خطيرة فلن يتخذ منك موقفًا. أليس هذا ما نحتاجه من بعضنا في هذه الأيام! يُقال إن المؤمن رباني، أي أن من أخلاقه أن ترتفع همته وشغله عن الخلائق، فما دام الله مطلق وعطاؤه مطلق، فدع الخلق للخالق، دعهم، ولا تحاول أن تجبرهم أو تكرههم على شيء.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :