فنادق سورية في سجون هولندا
يعمل منجد، وهو لاجئ سوري موظف استقبالٍ في فندق موفمنت في أمستردام، الذي افتتح في أيلول الجاري في أحد أبراج بالمربايس.
ويستقبل منجد النزلاء بابتسامة، ويقدم لهم الحمص والزيتون قبل اصطحابهم إلى “زنازينهم”، فقد كان الفندق ذات يوم أحد أسوأ سجون هولندا.
وبدأت هولندا بتحويل سجون فارغة في البلاد إلى فنادق فخمة يديرها لاجئون سوريون.
ويقدم فندق “موفمنت” تجربة فريدة للنزلاء، ومستقبلًا أفضل للموظفين، فجميع الموظفين هم من طالبي اللجوء وأغلبهم من السوريين، وقع عليهم الاختيار من بين مجموعة من 600 شخص من طالبي اللجوء، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز”.
ويعلم العاملون أن إقامتهم الدائمة غير مؤكدة، إلا أنهم يأملون في اكتساب الخبرة التي تؤهلهم لكسب عيشهم في المستقبل، ويقول هاشم مدير الفندق وهو لاجئ سوري “سمعنا من الحكومة الهولندية أننا يتعين أن نعود لبلادنا إذا تحسنت الأوضاع هناك”.
وأقيم مشروع الفندق بتبرعات من عدة جهات، بغية تأهيل اللاجئين للعمل الفندقي في هولندا أو في أي بلد آخر.
وأغلق السجن الذي كان معروفًا باسم بيلمرباس في حزيران 2016، وكان يضم أعتى المجرمين في هولندا.
ويختبر النزلاء تجربة السجون، حيث الأسلاك الشائكة حول الجدران، والكاميرات في المصاعد والزنزانات المكتوب على جدرانها بخط السجناء، والقضبان الحديدية.
ولكنه في الوقت نفسه يقدم سريرًا مريحًا ومزودًا بخدمة الإنترنت.
ويتوقع أن يغلق الفندق أبوابه مطلع كانون الثاني المقبل لرغبة الحكومة الهولندية بإجراء تطوير للمنطقة.
ويبلغ سعر الغرفة في الليلة الواحدة (140.99) يورو، وكل غرفة مزينة بكلمة واحدة على الجدار هي “حرية”.
وسبق أن تم تحويل سجون إلى فنادق ذات أسماء مشهورة، مثل فندق فورسيزونز اسطنبول، وفندق ملميزون أكسفورد.
وشهدت هولندا انخفاضًا بمعدل الجريمة بنسبة 25%، ما انعكس على عدد المحتجزين الذي بلغ اليوم 57 من بين كل 100 ألف شخص، بعد أن كان معدل الجريمة من أعلى المعدلات في أوروبا.
وأدى هذا الانخفاض إلى إغلاق العديد من مراكز الشرطة في البلاد، وظهور مشكلة جديدة تمثلت بكيفية استغلال هذه المساحات.
حولت السلطات العديد من هذه السجون إلى مصحّات أو مساكن للاجئين السوريين، وخصصت بعضها الآخر لجذب السياح.
إضافة إلى فنادق مثل “هيت أريستهويس” و”موفمنت” التي يديرها اللاجئون بشكل كامل ومعظمهم من السوريين، ضمن برامج دمج اللاجئين مع المجتمع من خلال العمل.
ويحتوي فندق “هيت أريستهويس” مثلًا على أربعة أجنحة تستمد أسماءها من بيئة السجن، وهي: حارس السجن، المحامي، المدير، والقاضي.
وتعتبر السجون السورية واحدة من أسوأ السجون في العالم من حيث ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وكان آخر التقارير التي وثقت هذه الممارسات في سجن صيدنايا صدرت عن منظمة العفو الدولية في شباط الماضي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :