دخل تفويض البرلمان التركي لحكومة البلاد حيز التنفيذ، ويقضي بإرسال قوات وعمليات عسكرية في سوريا والعراق عند الضرورة.
ونشرت الصحف التركية الرسمية مذكرة التفويض في أعدادها الصادرة اليوم، الأحد 24 أيلول، بعد جلسة استثنائية عقدت أمس ناقشت تمديد صلاحية تفويض الجيش التركي بشن عمليات عسكرية في سوريا والعراق.
وكانت تركيا دعمت عملية “درع الفرات”، في آب 2016، بموجب التفويض، واستطاع خلالها “الجيش الحر” بدعم من قوات تركية، السيطرة على مساحات واسعة شمال حلب، على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وبموجب التفويض الذي يبدأ من 30 تشرين الأول المقبل، يمكن لتركيا شن عمليات في سوريا، ما يدعم إمكانية بدء عملية عسكرية نحو إدلب، وخاصة مع زيادة التحركات العسكرية قرب معبر “باب الهوى” المتاخم لحدود المحافظة.
مضمون تفويض البرلمان
البرلمان فوّض الحكومة بإرسال قوات خارج الحدود، لتنفيذ عمليات عسكرية، وفي المقابل يسمح بوجود قوات مسلحة أجنبية للغايات نفسها على الأراضي التركية تعمل بموجب أسس تحددها الحكومة وفق ما يقتضي الأمر، وفق وكالة “الأناضول”.
وجاء التفويض “نظرًا لاستمرار الأخطار والتهديدات على الأمن القومي التركي، في ظل التطورات في المنطقة، والاقتتال المستمر في المناطق المجاورة للحدود البرية الجنوبية للبلاد”.
وتضمن إشارة إلى “الأهمية” التي توليها تركيا لحماية العراق، بحسب الصحف، موجهًا رسالة حازمة لعناصر حزب “العمال” الكردستاني، الذي نفذ عشرات العمليات داخل الأراضي التركية، وتعتبره أنقرة خطرًا عليها.
كما حذر “أذرع” الحزب في سوريا على رأسها حزب “الاتحاد الديمقراطي”، مشددًا على “ضرورة اتخاذ تدابير ضد محاولات تقويض وحدة الأراضي العراقية والسورية عن طريق الإرهاب، وإزاء فرض أمر واقع غير مشروع”.
وكان البرلمان صادق في تشرين الأول 2014، لأول مرة على تفويض يقضي بإرسال قوات مسلحة إلى خارج البلاد.
إدلب هدف قريب
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال في مقابلة مع وكالة “رويترز”، الجمعة الماضي، إن تركيا ستنشر قوات في منطقة إدلب في إطار اتفاق “تخفيف التوتر” في محادثات “أستانة”.
ووصف الاتفاق بأنه “فكرة واعدة، يحفظ بموجبها الروس الأمن خارج إدلب، بينما تحفظ تركيا الأمن داخل منطقة إدلب”.
ولفت أردوغان إلى أن أن روسيا أنشأت أبراج حماية خارج حدود المدينة، إلى جانب أخرى تابعة لتركيا، يشرف عليها الجيش التركي بالتعاون مع “الجيش الحر”.
واعترف الرئيس التركي أن “المهمة ليست سهلة”، على أن يلتقي نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، خلال زيارته إلى تركيا، الخميس المقبل 28 أيلول، لبحث “الخطوات الإضافية اللازم اتخاذها للقضاء على الإرهابيين للأبد من أجل إعادة الأمن”.
ودعمت المعارضة عملية عسكرية تقودها تركيا و”الجيش الحر” ضد “القاعدة” (هيئة تحرير الشام قبل تغيير مسماها وفك ارتباطها بالتنظيم) في إدلب.
وترفض “تحرير الشام” مخرجات محادثات “أستانة 6″، التي انضمت خلالها إدلب إلى مناطق “تخفيف التوتر”، إلا أن معركة أطلقتها “الهيئة”، الثلاثاء الماضي، شمال شرقي حماة، جعلت من المنطقة المشمولة ضمن الاتفاق، مسرحًا لقصف مكثف، راح ضحيته عشرات المدنيين والعسكريين.
–