«المفخخات» تنتقل إلى شوارع الرقة، وتشديد «داعش» الأمني يطال أبناءها
سيرين عبد النور – الرقة
شهدت شوارع الرقة في الأيام القليلة الماضية عددًا من الانفجارات جراء هجمات بسيارات مفخخة استهدفت عددًا من مقرات تنظيم «دولة العراق والشام»، بالتزامن مع تشديد التنظيم الخناق على شباب المدينة وملاحقة كل من ينتمي إلى الجيش الحر أو يُشك في انتمائه لجبهة النصرة والكتائب الإسلامية.
مفخخات في أحياء الرقة
وقد استهدفت التفجيرات عددًا من مقرات «دولة العراق والشام» وأهمها فندق «اللازورد» في حي الثكنة مساء الثلاثاء 27 أيار، وهو مبنى سيطر عليه التنظيم وجعله مقرًا لعناصره، وتبنى فصيل «الفدائيين» التابع لوحدات حماية الشعب الكردية مسؤوليته عن التفجير.
وأظهرت الصور التي نشرها التنظيم لمواقع الانفجارات، دمارًا كبيرًا في الأبنية المحيطة متهمًا «الصحوات» بتنفيذها وأنها استهدفت النساء والأطفال، عبر حسابات مغردي التنظيم الرسمية في موقع تويتر.
بدوره حاول تنظيم «دولة العراق والشام» اتخاذ إجراءات لتلافي التصعيد في شوارع المدينة التي يسيطر على أغلبها، ناشرًا حواجز لمقاتليه وفارضًا «حظر التجوال» على المدنيين.
وتأتي التفجيرات بالتزامن مع تشديد التنظيم الخناق على شباب الرقة، وملاحقته لكل من كان ينتمي للجيش الحر أو يُشك في انتمائه لجبهة النصرة والكتائب الإسلامية، حتى أنه ألقى القبض على كافة عناصر الجيش الحر الذين أعطاهم «أوراق استتابة» في وقت سابق، ليصل عدد المعتقلين إلى أكثر من 100 شخص.
«الدولة» تعاني من تخبط مالي وتنظيمي
وبينما تدور أنباء في الرقة حول حشود عسكرية تركية عند معبر تل أبيض الحدودي، في ظل تخوف تركي متنامي من إقامة «إمارة داعشية» بالقرب من حدودها، بحسب مراقبين؛ يعاني تنظيم «دولة العراق والشام» من مشاكل مالية وتنظيمية، خصوصًا بعد تحركه لاستعادة السيطرة على مدينة دير الزور، وتكبده خسائر مادية وبشرية كبيرة، الأمر الذي اضطره إلى جلب تعزيزات من الرقة إلى دير الزور في مواجهة جبهة النصرة وكتائب إسلامية تسيطر على المدينة.
وفي سياق متصل نشرت «دولة العراق والشام» إنذارات للمستفيدين من خدمات المياه والهاتف والكهرباء في الرقة، وقد أمهلت الإنذارات المتأخرين عن دفع الفواتير حتى يوم الخميس 29 أيار، إضافة إلى العديد من غرامات السير ومخالفات الأسواق، وفي حال لم تسدد الفواتير «المستحقة» فإن مقاتلي التنظيم سيقومون بقطع الخدمات عن المتخلفين إضافة لغرامة 10 آلاف ليرة سورية.
أوضاع معيشية سيئة
أما من الناحية المعيشية فيعاني سكان الرقة من تدهور مستمر، يزيد في حدّته انخفاض مستوى نهر الفرات، كما انقطعت مياه الشرب بشكل كامل عن مناطق جعبر والمحمودلي والقرى المجاورة لها منذ عدة أيام، بسبب انخفاض منسوب بحيرة الرقة، مضطرين لنقل المياه بالصهاريج، ما دفع أبناء الرقة وناشطيها لإطلاق «صرخات استغاثة» في محاولة لتنبيه المعارضة والمجتمع الدولي حول «الحالة الإنسانية الصعبة» التي يعيشونها، متهمين تنظيم «دولة العراق والشام» بإهمال الخدمات والتجهيزات الضرورية لها، أو بيع بعض التجهيزات على اعتبارها «غنائم» وفق عناصر التنظيم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :