توفي الطفل أسامة الطوخي (5 سنوات)، المصاب بمرض الالتهاب الدماغي “العقبولي”، في الغوطة الشرقية، من أصل عشرات الحالات التي تستوجب العلاج.
وقال الدكتور محمد كتوب، مسؤول المناصرة في منظمة “SAMS”، في حديث إلى عنب بلدي اليوم، الأحد 24 أيلول، إن الطفل دخل العناية المشددة بعد إصابته بالمرض الفيروسي، منتصف الشهر.
ونعت عائلة أسامة طفلها مساء أمس، السبت، بعد تدهور حالته الصحية ومعاناته من حمى داخلية، في ظل النقص الحاد للمواد الطبية في الغوطة، وهو رابع طفل يتوفى منذ مطلع العام الحالي، وفق مصادر طبية.
ويمنع النظام السوري إخلال الحالات المرضية من الغوطة، بينما تقف المنظمات الدولية عاجزة أمام إيجاد حل لإخراج الحالات من المناطق المحاصرة، ولم تسهم إلا بخروج ست مرضى حتى اليوم، منذ أشهر.
“التهاب الدماغي العقبولي” مرض فيروسي تنهار حالة المصاب به بسرعة ودوائه العلاجي “Acyclovir” متوفر في دمشق داخل مستشفى الأطفال ومستشفيات أخرى، وفق الطبيب.
ويعاني المصاب بالمرض، الذي وصفه كتوب بـ”النادر والخطير”، من ارتفاع حروري ووهن، ولكن لا يمكن تشخصيه مباشرة، إلا بعد انهيار الحالة خلال أيام قليلة من الإصابة.
أكثر من 250 حالة تحتاج العلاج أو الإخلاء
تحدث الطبيب عن أكثر من 250 حالة مرضية تستوجب العلاج أو الإخلاء في الغوطة، مضيفًا “العدد يزداد فقد سجلنا خلال الأسبوع الماضي حالات كثيرة، في ظل تناقص مخزون الأدوية”.
تتنوع الحالات بين القلبية والسرطانات والأمراض المزمنة والفشل الكلوي والأورام، ونصف المرضى علاجهم لا يستوجب خروجهم بل إدخال أدوية فقط.
ولفت الطبيب إلى ضرورة إخلاء حالة سيدة من مواليد 1970، مصابة بسرطان الثدي، مؤكدًا أن “حالتها تتفاقم يومًا بعد يوم”.
من المسؤول؟
خلال العام الحالي أخليت حالات شلل أطفال من الغوطة، بعد ضغوط وتنديد من الأطباء في الغوطة.
وبحسب كتوب فإن “منظمة الصحة لا تخرج الحالات إلا وفق مصلحتها، كي لا يقال إنها تركت مرضًا وبائيًا ينتشر في سوريا”، معتبرًا أنها “تعمل لتلميع صورتها رغم أنها وكافة المنظمات الدولية تملك قوائم بأسماء الحالات ومطلعين على أوضاعهم بشكل كامل”.
تتواصل “SAMS” وجهات طبية محلية مع المنظمات الدولية منذ شهرين، وأكد الطبيب “لم نجن أي فائدة حتى اليوم”، متهمًا المنظمات الدولية بأنها “ترتكب جرائم حرب عندما تترك الأطفال يموتون، كما أنها شريكة بقتل الناس كونها لا تحدد المسؤول عن وفاتهم”.