حسن مطلق
يستمر الطيران الحربي والمروحي لنظام الأسد، بالقصف على البلدات المحررة في ريف حماة، في محاولات لإيقاف تقدم قوات المعارضة في المنطقة، مستخدمًا بذلك البراميل المتفجرة محملة أحيانًا بالغازات السامة، إضافة للصواريخ الموجهة.
ويوثق المرصد الموحد في ريف حماة الشمالي يوميًا حوالي 30 طلعة جوية لطائرات الأسد، تختلف ما بين طلعات لطائرات مروحية، وأخرى لطائرات ثابتة الجناحين (حربية)، تنطلق هذه الطلعات من عدة مطارات، وهي مطار حماة العسكري، ومطار الشعيرات في حمص، وأبو الضهور العسكري في إدلب، وصولًا إلى مطار حميميم في اللاذقية.
ويتركز القصف على عدد من المدن والبلدات في ريف حماة، حيث تنال مدينة كفرزيتا، والتي غدت نقطة قصف يومية تسجل في تقارير الناشطين، النصيب الأكبر من القصف سواء بالصواريخ الفراغية أو بالبراميل المتفجرة التي تحتوي على غاز الكلور السام، أو من طيران الميغ الحربي الذي استهدف يوم الأربعاء الماضي 28 أيار المشفى الميداني الخامس في المدينة، ما أدى إلى دمار كبير فيه دون وقوع ضحايا.
ووفق تقرير لمعهد «دراسات الحرب» نُشر في 30 أيار (قبل يومين)، فقد وُثقت حوالي 1864 طلعة جوية فوق منطقة ريف حماة الشمالي خلال الفترة بين 30 آذار و20 أيار المنصرم، أي بمعدل 50 طلعة يوميًا، إذ تركزت الطلعات على الطيران المروحي والتي كانت بنسبة 58% بينما كانت النسبة الباقية للطيران ثابت الجناحين.
كما أشار التقرير إلى قدرة نظام الأسد على «الاحتفاظ بهذه الحملة الجوية وعلى نفس الوتيرة وبشكل مستمر، ما يدل بالتأكيد على مستوى عال من الإمداد اللوجستي له»، منوهًا إلى أن «سلاح الطيران هو السلاح الأهم الذي يتم من خلاله استنزاف المقاتلين على الأرض والموارد التي يملكونها».
وعزا التقرير استخدام الطائرات المروحية بشكل أكبر من قبل النظام في الأشهر الأخيرة لـ «سهولة إسقاط البراميل المحملة فيها، وإمكانية هبوطها في زاوية أكثر حدة». ولم يغفل سعي ونجاح قوات المعارضة «في بعض الأحيان بالتغلب على الميزة التي يمتلكها نظام الأسد الجوي»، بينما طرح خيارات للحدّ من تأثير هذا السلاح شملت «فرض منطقة حظر الطيران، تحييد سلاح الجو السوري، وإمداد بعض قوات المعارضة بمنظومات الدفاع أرض-جو على شكل أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف».
وقد أولى التقرير الأهمية بالدرجة الأولى لمطار حماة العسكري، إذ اعتبره «القاعدة الجوية الأكثر أهمية في الممر الشرقي لوسط سوريا»، غير مغفل أهمية مطاري الشعيرات وأبو الضهور أيضًا»
يُذكر هنا أن قوات المعارضة حاصرت مطار «أبو الضهور» لأكثر من عام وسيطرت عليه جزئيًا في نيسان 2013، ليعود منذ ذلك الحين إلى سيطرة النظام الكاملة، وتتوقف بعدها الطلعات الجوية للطيران الحربي منه ويقتصر استخدامه على الطيران المروحي، ويرجح ذلك لصعوبة تأمين هبوط الطائرات بسلام مع استمرار تواجد قوات المعارضة بالقرب منه، بينما اعتمد النظام على المنطقة المكشوفة حول مطار الشعيرات في حمص ليجعل منه موقعًا لانطلاق الطائرات الحربية، وذلك لسهولة تأمين مجال جوي كاف للإقلاع.
ويتوقع محللون عسكريون أن ما ذكر أعلاه من شأنه أن يجعل عمل قوات المعارضة في المنطقة صعبًا للغاية، بالرغم من النجاحات التي يحققونها في بعض المناطق، إضافة إلى توقع زيادة الضربات الجوية في الأسابيع المقبلة في حال استمرار تقدم مقاتلي المعارضة على الأرض.
ومع استمرار روسيا بتزويد سلاح الجو السوري بالمقاتلات، لا يظهر حاليًا أي مؤشر لحل، بينما يستمر الناشطون بحمل الصور والفيديوهات إلى وسائل الإعلام، وسط صمت دولي ومؤشرات قليلة تدل على أن هذا الوضع سيتغير في وقت قريب.