مصير إدلب.. تركيا تبدأ الحشد والمعارضة ترحّب

  • 2017/09/24
  • 1:34 ص

حركة السوق في مدينة إدلب في اليوم الحادي عشر من رمضان - 6 حزيران 2017

عنب بلدي – وكالات

تتجه أنظار السوريين إلى مدينة إدلب، شمالي سوريا، مترقبين ما ستؤول إليه أوضاع المدينة خلال الأسابيع أو ربما الأيام المقبلة، بعد تصاعد التصريحات السياسية من الأطراف المؤثرة بالشأن السوري، عقب الجولة السادسة من محادثات أستانة، التي أفضت إلى إدخال إدلب ضمن مناطق “تخفيف التوتر” ونشر قوات تركية فيها.

“ما مصير إدلب؟” سؤال بات يتردد بشكل كبير من قبل أكثر من مليونين ونصف المليون مواطن يقطنون المنطقة، سواء من أهلها الأصليين أو المهجرين إليها من باقي المدن السورية، وسط تخوف من تحول المدينة إلى موصل أخرى بحجة “محاربة الإرهاب”، التي تمثله “جبهة النصرة”، المنضوية في “هيئة تحرير الشام”، كما تقول الرواية الرسمية لروسيا وتركيا وإيران.

حشود تركية على أبواب إدلب

الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، صرح في مقابلة مع وكالة “رويترز” الجمعة 22 أيلول، أن تركيا ستنشر قوات في منطقة إدلب في إطار الاتفاق، قائلًا إن “اتفاق منطقة تخفيف التوتر كان فكرة واعدة، يحفظ بموجبها الروس الأمن خارج إدلب، بينما تحفظ تركيا الأمن داخل منطقة إدلب”.

ولفت أردوغان إلى أن هناك أبراج حماية تابعة لروسيا خارج حدود المدينة، وأخرى تابعة لتركيا داخلها، ويشرف عليها الجيش التركي بالتعاون مع “الجيش السوري الحر”، معتبرًا أن الوضع سيبقى على حاله في المنطقة حتى تحقيق السلام وعودة السوريين إلى أراضيهم.

أردوغان اعترف بأن”المهمة ليست سهلة”، لذلك يأتي لقاؤه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال زيارته إلى تركيا، الخميس المقبل 28 أيلول، لبحث “الخطوات الإضافية اللازم اتخاذها للقضاء على الإرهابيين للأبد من أجل إعادة الأمن”.

تصريحات الرئيس التركي سبقها دخول آليات ومدرعات تركية عبر معبر “باب الهوى” الحدودي مع سوريا، الخميس 21 أيلول، في خطوة اعتبرها البعض تحضيرًا لمعركة مرتقبة.

وذكرت مصادر متطابقة لعنب بلدي أن الآليات التركية عبرت الجانب التركي وأصبحت مطلة على قرى وبلدات سورية على رأسها أطمة، لكن المعبر حافظ على حركته من الجانبين.

المعارضة السورية تؤيد

ولاقت التصريحات والتحضيرات دعمًا من قبل منسق “الهيئة العليا” للمفاوضات، رياض حجاب، الذي قال في حديثٍ لقناة “الجزيرة”، الخميس 21 أيلول، “نحن ندعم أي عملية عسكرية لتركيا والجيش الحر ضد القاعدة في إدلب”.

كما رحب عضو الائتلاف الوطني السوري، ياسر فرحان، الذي شارك في محادثات أستانة، بالانتشار التركي في إدلب و”المناطق المحررة”، قائلًا “نحن نحتاج لأصدقاء من أجل الوقوف معنا بوجه الإجرام من خلال الانتشار كقوات مراقبة لتراقب وحشية النظام وجرائمه”.

واعتبر فرحان، في حديث إلى صحيفة “القدس العربي”، الثلاثاء 19 أيلول، أن اتفاق أستانة حقق هدفًا عسكريًا يتمثل في منع النظام والميليشيات الإيرانية من اجتياح مدينة إدلب تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وجنّب مدنيي إدلب مصير مدينة الموصل.

“تحرير الشام” تتجاهل الضغط بمعركة

“هيئة تحرير الشام”، التي تدور حولها التهديدات والتحذيرات، أطلقت من جانبها معركة “يا عباد الله اثبتوا”، في ريف حماة، الثلاثاء الماضي، وسط تكتم على نتائج المعركة ومجرياتها على الأرض.

ولاقت المعركة ردود فعل متباينة، إذ اعتبر مقربون من “تحرير الشام” أنها “ستكون حاسمة ومصيرية، وهي رسالة إلى المشاركين بأستانة أننا ماضون بدرب الجهاد”.

في حين اعتبر المستشار الإعلامي لوفد المعارضة السورية في “أستانة”، يحيى العريضي، أن “إطلاق جبهة النصرة غزواتها في المنطقة التي شملها اتفاق التهدئة لإدلب مطلوب من النظام وإيران لأنهما لا يريدان لهذا الاتفاق أن يتم”.

بينما أشار القيادي في “الجيش الحر”، مصطفى سيجري إلى أن “عملية حماة العسكرية التي انطلقت مسرحية جديدة على دماء الفقراء”، معتبرًا أن “الجولاني (القائد العسكري لتحرير الشام) يسعى لإعطاء إيران مبررًا لنقض الاتفاق، ويريد تسليم إدلب كما حلب والموصل والرقة”.

وفي استطلاع رأي أجرته عنب بلدي عبر موقعها الإلكتروني حول تأييد الفصيل بفتح معركة بريف حماة، وشارك فيه 415 شخصًا، أظهرت النتائج أن 63% من المصوتين أيدوا فتح المعركة، في حين رفضها 37%.

لكن بعد أيام من بدء المعركة تراجعت “هيئة التحرير” إلى ما قبل حدود سيطرتها في ريف حماة الشمالي الشرقي، بعد هجوم معاكس لقوات الأسد والميليشيات المساندة لها في المنطقة وسيطرتها على قرى، ما حمل البعض إلى توجيه اتهامات لها بأن هدف معركتها كان تسليم مناطق جديدة لقوات الأسد في المنطقة.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا