روسيا تستهدف مقرات المعارضة بعد تسلمها خرائط في أستانة

  • 2017/09/24
  • 12:59 ص

تضرر آليات الدفاع المدني إثر استهدافها في تل مرديخ بريف إدلب - 23 أيلول 2017 (عنب بلدي)

عنب بلدي – خاص

لم تكن مناطق “تخفيف التوتر” مستقرة، كما وصفتها وزارة الدفاع الروسية، إذ قصفت طائرات روسية مقرات تعود لفصائل معارضة في ريف إدلب، رغم رعاية موسكو للاتفاق الذي تمخضت عنه جولة محادثات “أستانة” السادسة، منتصف أيلول الجاري.

كثفت كل من روسيا والنظام السوري قصف مناطق في ريفي إدلب وحماة، تزامنًا مع معركة أطلقتها “هيئة تحرير الشام” شرقي حماة، إلا أن استهداف موسكو لفصائل “الجيش الحر” في ريف إدلب الجنوبي، عقب تسلمها خريطة بأماكن انتشارهم في أستانة، أثار جدلًا في أوساط المعارضين السوريين.

قالت وزارة الدفاع الروسية إنها سجلت سبعة خروقات لوقف إطلاق النار، في أرياف اللاذقية ودمشق ودرعا.

بينما سجل الجانب التركي ستة خروقات أخرى في حلب وإدلب ودمشق ودرعا، حتى الجمعة 22 أيلول الجاري.

حين بدأت اجتماعات أستانة (14 و15 أيلول) قال المستشار الإعلامي لوفد المعارضة، الدكتور يحيى العريضي، في حديث إلى عنب بلدي، إن نقاط انتشار الفصائل حددت اعتمادًا على خرائط التوزع الحالية، لتضمن عدم استهدافها.

ورغم أن الموضوع لم يطرح في البيان الختامي، إلا أن نقاشه كان أساسيًا خلال المحادثات، تزامنًا مع معركة مرتقبة قد تشهدها إدلب خلال الأيام المقبلة، تكون تركيا وروسيا طرفين أساسيين فيها، ضد “تحرير الشام” في المنطقة.

“الحربي” يستهدف مقرات وقياديين

القصف الروسي استهدف مقرات وقياديين في “الجيش الحر”، وطال الاستهداف الأبرز كلًا من القيادي في “حركة أحرار الشام الإسلامية” حسام سلامة (أبو بكر)، وقائد فصيل “صقور الشام” أبو عيسى الشيخ.

واستهدفت الغارات منزل سلامة في مدينة جرجناز، ومقر الشيخ في قرية سرجة بجبل الزاوية، إلا أن القياديين نجيا.

الحادثة الأخرى طالت مقرًا لفصيل “فيلق الشام”، في بلدة تل مرديخ في محيط مدينة سراقب بريف إدلب، وقال مصطفى الحاج يوسف، مدير “الدفاع المدني” في إدلب، إن 13 شخصًا قتلوا وجرح 45 آخرون، إثر 13 غارة، كما أصيب خلالها خمسة من عناصر “الخوذ البيضاء”.

وذكرت مصادر لعنب بلدي أن الطيران الروسي استهدف مغارة احتمى فيها العناصر أثناء القصف، ما أدى إلى مقتل معظم من كان داخلها، رغم أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن “جميع غاراتها تستهدف (جبهة النصرة) فقط”، وكان آخرها الجمعة بصواريخ “كاليبر” بعيدة المدى.

كما استهدف الطيران مستشفيات وبنى تحتية حيوية، كمحطة كهرباء سراقب، على مدار الأسبوع الماضي.

روسيا ضامن أم “عدو”؟

وشارك “فيلق الشام” في محادثات أستانة، بتمثيل من قائده العسكري، ياسر عبد الرحيم، الذي لم يعلق على حادثة القصف حين تواصلت عنب بلدي مع مكتبه الإعلامي.

ووجهت انتقادات من ناشطين سوريين لوفد الفصائل العسكرية في أستانة، الذي اعترض على وجود إيران كضامنٍ في المحادثات، وتغاضى عن مجازر نفذتها القوات الروسية بحق المدنيين، ووثقتها منظمات حقوقية محلية ودولية.

ويعتقد محللون أن الغارات الجديدة تأتي في سياق الضغط على الفصائل للتحرك ضد “هيئة تحرير الشام”، وهو مطلب روسيا التي وضعته على طاولة أستانة.

وفق البيان الختامي لمحادثات “أستانة 6″، فإن كلًا من إدلب وأجزاء من أرياف حماة وحلب واللاذقية، تخضع بمجملها لاتفاق “تخفيف التوتر”، ويعتقد محللون أن قصف روسيا المكثف جاء كحجة على معركة ريف حماة، التي بدأتها “تحرير الشام” ثم تراجعت إلى نقاط كانت تسيطر عليها قبل بدء المعركة، في 19 أيلول الجاري.

وبينما تسعى عدد من الجهات والدول لـ “تجنيب إدلب خطر الدمار”، تتحضر تركيا لدخول إدلب، بينما يوجه ناشطون اللوم لموسكو، ويرون أنها ترعى محادثات سياسية دوليًا تضمن “تخفيف التوتر”، إلا أنها تصعد على الأرض بحجة استهداف “تحرير الشام”.

مقالات متعلقة

  1. اتفاق على عقد اجتماع بين الدول الضامنة نهاية الشهر الحالي
  2. روسيا: مناطق "تخفيف التوتر" مستقرة رغم الهجمات
  3. بند خلافي في "أستانة".. هل ينجح "تخفيف التصعيد" دون المعارضة؟
  4. ضغط سياسي بأدوات عسكرية وإنسانية.. روسيا والنظام يستخدمان أدواتهما القديمة

سوريا

المزيد من سوريا