إدلب – طارق أبو زياد
عندما تسير قرابة السابعة صباحًا في مدينة إدلب، ترى تجمعات الأطفال التي تسير إلى المدارس، وعندما تمعن النظر ترى في الطرف الآخر أطفالًا بعمر الدراسة دون حقائبهم، إما مرتدين لباس العمل، أو يلعبون في الأزقة وعلى أبواب منازلهم.
مع تداخل الواقع الميداني والعسكري في محافظة إدلب، تعقدت العملية التعليمية في المدارس، ما زاد من انتشار ظاهرة تسرب التلاميذ والطلاب عن الدراسة، مع بداية العام الدراسي الحالي، 16 أيلول الجاري.
انضمت إدلب لمناطق “تخفيف التوتر”، وفق مخرجات “أستانة 6″، 15 أيلول الجاري، ومع بدء معركة في ريف حماة الشمالي والشرقي، قبل أيام، صعّد الطيران الحربي الروسي وطيران النظام قصفه لقرى وبلدات المحافظة. |
مواطنون يتحدثون عن “تخبّط” العملية التعليمية
تحدث بعض من التقتهم عنب بلدي في ريف إدلب، عن “تخبط” العملية التعليمية في المحافظة، وقال الطبيب عبدو حسن، الذي يعمل في مستشفى معرة النعمان، إن الأسباب تعود إلى “غياب الجسم التعليمي الصحيح في المناطق المحررة وتخبط أقسامه كونه غير متكامل ويعيش مشاكل كبيرة، أبرزها المناهج”.
ولفت الطبيب إلى العطل الكثيرة نتيجة توقف المدرسة في ظل الأوضاع الراهنة، “قد تمتد العطلة لأسابيع ما يجعل التعليم غير منتظم”، مشيرًا إلى أن “انتشار عمالة الأطفال للمساعدة في تكاليف المعيشة زاد بدوره من التسرب”.
مجلس أريحا يُحاول مكافحة التسرب
لا إحصائية دقيقة عن عدد التلاميذ والطلاب المتسربين عن الدراسة في إدلب، بينما قدّر المجلس المحلي لمدينة أريحا، عددهم فيها بنحو 1190 طالبًا.
وقال علاء أحمدو رئيس المكتب التعليمي في المجلس، في حديثه لعنب بلدي، إن المجلس يعمل بالتعاون مع مديرية التربية لتلافي المشكلة، من خلال الاتفاق على بدء دورات للتعليم المسرّع، “افتتحنا مركزين استقبل كل منهما 55 طالبًا من المتسربين”.
وتحدث رئيس المكتب عن تواصل مستمر مع المنظمات المهتمة بالتعليم، لإنشاء مراكز للتخفيف من التسرب، منوهًا “هذه الخطوات تعالج قسمًا من المشكلة، وسيليها خطوات أخرى”.
تشرف مديرية التربية “الحرة”، على إدارة المدارس في محافظة إدلب، ومنها ما يتبع لمنظمات عاملة في مجال التعليم، كمؤسستي “قبس وارتقاء”، اللتين تديران أربع مدارس في المدينة، بينما تدير منظمات أخرى مدارس على مستوى المحافظة ككل.
عنب بلدي توجهت بالسؤال إلى “تربية” إدلب، وقال مصطفى حاج علي، إعلامي المديرية، إنه لا إحصائيات دقيقة هذا العام، “فمايزال الحصول عليها مبكرًا في ظل القصف الذي يقلل من إمكانية تحديد الأعداد الحقيقية”.
وقدّر مديرو بعض المدارس في إدلب، نسبة عودة المتسربين عن الدراسة هذا العام، بنحو 7%، إلا أنها تأثرت سلبًا بواقع القصف رغم أن المدارس لم تبدأ عامها الدراسي بشكل فعلي حتى اليوم، وفق حاج علي، الذي قال إن المديرية “تحارب التسرب وتحاول الحد منه منذ العام الماضي”.
مشكلة التسرب ليست بالجديدة في المحافظة، إلا أنها تفاقمت خلال الفترة الأخيرة، وفق أهالي بعض الطلاب، الذين تمنوا العمل على تمتين الجسم التعليمي، متحدثين عن صعوبات تزيد من الظاهرة أبرزها “سوء المستوى المعيشي وعودة القصف”.