غاز الجزيرة السورية بيد “سوريا الديمقراطية”

  • 2017/09/24
  • 12:56 ص

مقاتل في قوات سوريا الديموقراطية في القسم الشرقي لمدينة دير الزور - 12 أيلول 2017 (رويترز)

عنب بلدي – خاص

تصدّرت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المشهد في محافظة دير الزور في الأيام الماضية، بالسيطرة على أكبر حقول الغاز في المنطقة، بعد تنافس عسكري مع قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، والتي وضعت الحقول هدفًا رئيسيًا، الأمر الذي اعتبر صفعة للحليف الروسي، بعيدًا عن التفاهمات والاتفاقيات المرسومة.

وجاءت السيطرة على حقلي “كونيكو” و”العزبة” شمالي شرقي دير الزور بعد حصار استمر ليومين، وذلك ضمن الجملة العسكرية التي أطلقتها “قسد” للسيطرة على ما تبقى من أراضي الجزيرة السورية الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

الأسد يخسر السباق

وقالت “قسد” في بيان نشرته السبت، 23 أيلول، إن “المقاتلين تمكنوا في تمام الساعة العاشرة صباحًا من تحرير شركتي العزبة وكونيكو للبترول شمال شرقي مدينة دير الزور، بعد حصار استمر يومين”.

وأضافت أنه “في هذه الأثناء تستمر معارك عنيفة بين مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية ومرتزقة داعش في المنطقة تكبد خلالها المرتزقة خسائر فادحة بحسب المعلومات الأولية”.

وكانت قوات الأسد أعلنت بالتزامن مع حصار “قسد” للحقول السيطرة على بلدة خشام جنوبي شرقي قرية مظلوم، والتي تعتبر أقرب نقطة نحو الحقل كونيكو “الاستراتيجي”.

وأشارت “قسد” إلى أن “مقاتلي مجلس دير الزور العسكري المنضوي تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية يحققون مزيدًا من التقدم في ريف دير الزور في إطار حملة عاصفة الجزيرة، لتحرير ما تبقى من أراضي الجزيرة والضفة الشرقية لنهر الفرات من مرتزقة داعش”.

واشتعل التوتر بين قوات الأسد و”قسد”، على خلفية غارات جوية روسية على مواقع الأخيرة شرق الفرات، سبقتها تهديدات على لسان المستشارة الإعلامية لرئيس النظام، بثينة شعبان.

وكانت قوات الأسد والميليشيات المساندة تقدمت في ريف دير الزور الغربي، واستطاعت فك الحصار عن مواقعها في “اللواء 137” والمطار العسكري، متقدمة للسيطرة على كامل المدينة.

وفتحت عملياتها العسكرية مجددًا في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، واستطاعت السيطرة على كامل الضفة الجنوبية لنهر الفرات من التبني شمالًا، وصولًا إلى المريعية جنوبًا، وذلك بعد السيطرة على منطقة معان الاستراتيجية.

ووفق ما تحدثت مصادر عسكرية لعنب بلدي سابقًا، فإن “قسد” تسعى بمساندة التحالف الدولي إلى الهيمنة على الجزء الشمالي من مدينة دير الزور، بموجب اتفاق روسي- أمريكي يطلق نفوذ قوات الأسد في الأجزاء المتبقية من المحافظة.

لماذا تتسابق الأطراف في دير الزور؟

وبحسب تقرير لـ “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في 2014 بعنوان، “سلاح النفط في سوريا”، فإن دير الزور تضم حقول نفط وغاز من أكبر الحقول في سوريا، من أهمها حقل العمر النفطي الواقع شمال شرق مدينة الميادين، وحقل التنك في بادية الشعيطات بريف المدينة الشرقي، إضافة إلى حقل الورد بالقرب من قرية الدوير بالريف الشرقي، وحقل التيم بالقرب من مدينة موحسن جنوب المدينة، والجفرة على بعد 25 كيلومترًا شرقًا، ومعمل غاز كونيكو ويبعد 20 كيلومترًا شرق المدينة، ومحطة نفط الخراطة 20 كيلومترًا جنوب غرب، ومحطة “T2” وتقع على خط النفط العراقي السوري.

وعزا الباحث الاقتصادي، سقراط العلو، في حديث لعنب بلدي، التسابق إلى المدينة إلى أهميتها الاقتصادية، إضافة إلى أسباب أخرى شرحها الباحث، بالقول إن “التسابق الدولي على المحافظة لا يعتمد فقط على الأهمية الاقتصادية لها، ولكن يتعداه لأسباب جيوسياسية تتعلق بكل طرف على حدة، فبالنسبة لروسيا والنظام تشكل دير الزور فرصة لتوسيع مساحة السيطرة على الأرض بشكل ينعكس على تقوية الموقف التفاوضي للنظام مع المعارضة، وفرض الحل الروسي المتضمن بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية، إضافة إلى أهميتها الاقتصادية للنظام ولحليفه الروسي، الباحث عن عقود استثمار النفط والغاز السوري”.

أما بالنسبة لإيران فتشكل المدينة طريقًا بديلًا عن معبر التنف الذي سيطرت عليه الولايات المتحدة، وذلك لتحقيق مشروعها الاستراتيجي بوصل طهران ببيروت عبر العراق وسوريا.

في حين تهدف أمريكا إلى قطع الطريق على المشروع الإيراني في دير الزور بعد التنف وخصوصًا في منطقة البوكمال.

كما تشكل المدينة لأمريكا حلقة وصل بين مناطق نفوذها في سوريا في الشمال الشرقي (مناطق الكرد)، التي تنتشر فيها عدة قواعد أمريكية، كجزء من استراتيجية العودة العسكرية الأمريكية للمنطقة بعد الانسحاب من العراق.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية