عنب بلدي – خاص
انتقل الطالب هشام أحمد (25 عامًا) من الدراسة في كلية الإعلام التابعة لجامعة حلب “الحرة”، إلى المعهد الصناعي المتوسط، الذي افتتحته أكاديمية “آفاق للتطوير والتغيير”، في بلدة أطمة بريف إدلب، وبدأ عامه الدراسي الأول، 16 أيلول الجاري.
وتشرف الأكاديمية على مشاريع تنموية من ضمنها المعهد الصناعي، وتقول إدارتها إنها تسعى لتعزيز قدرات المجتمع السوري، وبناء حياة إنتاجية اقتصادية وصناعية “مميزة”، وهو الأول من نوعه في المنطقة، ومن ضمن سلسلة معاهد تديرها “آفاق” وتعمل على إنشائها.
“فرصة ربما لا تتكرر”
لأن الدراسة في المعهد “فرصة ربما لا تتكرر”، ولأنه يوفر مجالات تفيده في الوضع الراهن ومستقبلًا، كان الخيار الأنسب لهشام، كما يقول لعنب بلدي، ويشير إلى أنه يهوى الكهرباء والإلكترون، “أنوي التخصص في مجال معين مستفيدًا من خبرات الأساتذة والمهندسين وليس من الدروس النظرية فقط”.
ويصف الطالب الالتزام في المعهد بأنه “أفضل من غيره”، متمنيًا أن يكون المقبل أفضل من كافة النواحي، على حد وصفه.
يضم المعهد مخابر وورشات مزودة بأحدث الأجهزة والمعدات، لدعم العملية التعليمية، وتعمل إدارته على تطويره “ليصل إلى أفضل المستويات”.
ويتعلم الطلاب فيه 11 مادة أساسية: الإلكترونيات، التحكم والأتمتة الصناعية، المحولات وآلات التيار الكهربائية، أنظمة التكييف والتبريد، أنظمة التحكم الهيدروليكية والهوائية، أنظمة نقل الحركة، علم المعادن وتشكيلها، محركات الاحتراق الداخلي، الأسس وأجهزة القياس الكهربائية، آلات التشغيل والتفريز، الرسم الهندسي باستخدام الحاسوب، إضافة إلى الرياضيات والفيزياء والكيمياء واللغتين العربية والإنكليزية.
عشرات الطلاب يدرسون مناهج مُختارة
اختير 55 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 16 و26 عامًا، ليكونوا في السنة الأولى من المعهد، على أن يتعلموا مجانًا على مدار عامين.
ويقول المهندس عبد الله درويش، الوكيل العلمي في المعهد الصناعي، إن افتتاحه جاء بعد ستة أشهر من التجهيز وتحضير المعدات والمستلزمات، مشيرًا إلى أن 12 مهندسًا ممن لديهم خبرة طويلة في مجال التدريس، يديرون العملية التعليمية فيه.
داخل ثلاث شعب تضم كل واحدة 18 شخصًا، فرز الطلاب دراسيًا بين خريجي الإعدادية أو الثانوية والمنقطعين عن الدراسة الجامعية، يدرسون لمدة خمس ساعات يوميًا على مدار الأسبوع، عدا الخميس والجمعة.
واختير منهاج المعهد من مراجع مختلفة: ألمانية وأمريكية وسعودية وسورية، وفق درويش، الذي وصفه بأنه “مزيج يتضمن الأساسيات والمعلومات الأكثر فائدة، وأخرى يملكها المدرسون من خبراتهم الشخصية”.
تُعاني المنطقة من “فقر شديد” في الكوادر الصناعية، كما يرى وكيل المعهد العلمي، ما دعا الإدارة لاختيار أطمة مقرًا له، “اعتبرناها مقبلة على استقرار وبالتالي يجب تطوير مجموعة من الشباب يكون لديهم نواة صناعية، يتعاملون من خلالها مع الآلات والماكينات، من حيث البرمجة والأعطال والميكانيك وإلكترونيًا”.
وقارن درويش المعهد بالورشات الدورية التي تنظمها المنطمات ووصفها بـ”القصيرة”، مشيرًا إلى أن الورشات “تقتصر على فترة أشهر وتكون محدودة المعلومات”.
ويلتزم الطلاب بمشروع تخرج على شكل مجموعات تحت إشراف المدرسين، قبل التخرج منه والحصول شهادة، تُحاول إدارة المعهد تحصيل اعتراف بها، بالتواصل مع جامعات تركية وأوروبية.
تعمل أكاديمية “آفاق” منذ عام 2013، على تطوير وتدريب الكوادر السورية وبناء قدراتهم في مختلف المجالات، سعيًا نحو مجتمع عادل وواعٍ، وفق إدارتها، كما تدير معهدًا للعلوم السياسية في اعزاز وبرنامجًا للتدريب المهني في إدلب، وتعمل على تأسيس معهد زراعي قريبًا.