عنب بلدي ــ العدد 119 ـ الأحد 1/6/2014
منذ عزل الرئيس محمد مرسي في 3 تموز من العام الماضي، تغيرت الظروف المحيطة باللاجئين السوريين في مصر من «معاملةٍ لينة سهلة، إلى تضييق أمنيٍ واجتماعي»، إضافة لمنعهم من الدخول إلى البلاد سوى في ظروف «استثنائية».
«أبو الجود» طالب في المرحلة الجامعية، لجأ إلى مصر منذ أكثر من عام، أفاد لعنب بلدي أن الجمعيات الخيرية المرخصة من قبل الحكومة المصرية السابقة، كانت منتشرة بكثرة في مناطق تجمع السوريين، مضيفًا أن اللاجئين كانوا يلقون فيها «معاملة حسنة»، كما أن الشعب المصري كان ينظر للسوريين «نظرة طيبة»، ويصفهم دومًا بـ «أجدع ناس». إلى حين أخذت الحكومة الجديدة في عهد الرئيس عدلي منصور «تحلّ أغلب الجمعيات الخيرية سواء أكان مسؤولوها سوريين أم مصريين، وسحبت أموال هذه الجمعيات وقيدت أعمالها»، بينما تحولت المعاملة تجاه السوريين على مستوى الحكومة وفئة من الشعب إلى «سيئة جدًا»، بعدما لعب الإعلام الرسمي إبان حكم مرسي «دورًا كبيرًا في تشويه صورتهم واتهامهم بدعم الإخوان»، إضافة إلى اتهامات من قبيل «جهاد النكاح في ميدان رابعة العدوية أثناء اعتصام الشرعية»، وفق أبو الجود.
من جهة أخرى لم تكن الدوائر والمؤسسات الحكومية تطالب السوريين باستصدار وثيقة «إقامة الأجانب»، فاللاجئ السوري «مرحبٌ به» بأمرٍ من الرئيس الأسبق (مرسي)، على عكس الإجراءات اللاحقة لحكمه، حيث أضحت الدوائر الحكومية كالمدارس والجمعيات تطلب «الإقامة» لإجراء أي معاملة تتعلق بأحوال السوريين، كما منعوا من الدخول إلى مصر دون «فيزا».
بينما يقول أبو أنس، وهو لاجئ سوري في منطقة العبور (غرب القاهرة)، أن «معاملة الإقامة هي همّ السوريين الأكبر في مصر»، نظرًا «لسوء المعاملة من قبل الموظفين، بالعبوس في وجه السوريين وتسميع الكلام لهم»، مضيفًا أن المعاملة تحتاج «فترة زمنية تتراوح بين 15 إلى 20 يومًا، تنتهي بمنح إقامة سياحية لمدة 6 أشهر»، وفي «أحسن الأحوال فإن الإقامة تكون سنوية لمن يملك أطفالًا مسجلين في المدارس الرسمية».
أما طلب «الفيزا» للسوريين الذين يرغبون بالدخول إلى مصر، فإنها «تقابل غالبًا بالرفض» وفق (أبو أنس)، ما فسح المجال أمام «السماسرة والواسطات لتأمينها متقاضين لقاء ذلك مبالغ طائلة»، كما حدث مع أبو عمر الذي اضطر لدفع 2000 دولار أمريكي، مقابل السماح له بالدخول إلى مطار القاهرة.
الطلاب الجامعيون تأثروا كذلك بالأحداث المتعلقة بالاعتصامات المناهضة لعزل مرسي أو المناصرة للمشير عبد الفتاح السيسي، والاشتباكات مع رجال الأمن في الجامعات، حيث أغلقت عدة جامعات بينها جامعة «عين شمس» في القاهرة.
بدوره عاد أبو أنس ليؤكد أنّ التحول في المعاملة لم يشمل فئات الشعب المصري كافة، «يوجد أشخاص من محبي السيسي ومعارضي الإخوان، لكن معاملتهم جيدة بالنسبة للسوريين»، في الوقت الذي يأمل فيه اللاجئ حسن أن «تتحسن أمور السوريين بعد الانتخابات الأخيرة التي فاز بها السيسي»، معتبرًا ما حصل «بداية لاستقرار سياسي في البلاد».
وحسب إحصائيات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أواخر العام الماضي، استقبلت مصر منذ بداية الأزمة السورية أكثر من 130 ألف لاجئ، وحسب تقرير لمنظمة «الفاو» الدولية، منتصف أيار الجاري تُعتبر مصر «دولة متضررة غذائيًا بسبب الأزمة السورية، وتحتاج لدعم يقدر بـ 22.3 مليون دولار لتغطية الضرر الغذائي».