عنب بلدي ــ العدد 119 ـ الأحد 1/6/2014
أسماء رشدي – عنب بلدي
من العادات المنتشرة عند الأطفال عادة قضم الأظافر ولها عدة أسباب، منها الفضول والملل وتخفيف التوتر والقلق العصبي، وربما تكون مجرّد عادة أو حتى تقليد للأطفال الآخرين الذي شاهدهم الطفل يمارسونها.
إلا أن التربويين يكادون يجمعون على أن السبب الأساسي لهذه المشكلة هو القلق، الذي قد يكون من أسبابه حدوث تغييرات كثيرة في حياة الطفل، مثل انتهاء مرحلة الرضاعة، أو وصول مولود جديد للأسرة، ومن المرجح أن تستمر هذه المشكلة حتى البلوغ.
إن مراحل النمو التي يمر بها الطفل تجعله قلقًا حتى لو كان الوالدان غير قادرين على رؤية ذلك، لذلك يقضم الطفل إصبعه بطريقة غير مؤذية ودون وعي؛ وقد تكون مجرد تفريغ طاقة حركي وتصرف غريزي مثل قضم الأظافر أثناء مشاهدة التلفاز، أو أن يلجأ الطفل إليها في أوقات عصيبة.
يعتبر هذا السلوك طريقة الطفل في التعامل مع المواقف الضاغطة، فليس هنالك ما يدعو إلى القلق في هذه الحالة. فعليًا، ما يدعو إلى القلق هو قيام الطفل بقضم أظافره بشدة بحيث يجرح نفسه، ويكون هذا الفعل مصحوبًا بسلوكيات أخرى مقلقة كشد شعره أو رموشه، وتغيّر نمط نومه بشكل ملحوظ، أو في حال بدأت هذه العادة فجأة وتصاعدت بشكل سريع.
بعض المقترحات التي تفيد في التعامل مع هذه الحالة:
• ابحث في سبب القلق الذي قد يعانيه الطفل وحاول معالجته. إن استجابتنا الأولية عادةً كوالدين عندما نرى الطفل يقوم بسلوك ما، هو المحاولة لوقف هذا السلوك، وهذا شيء جيد على المدى الطويل، إلا أنه من الضروري أن نتعامل مع الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك، والتفكير فيما إذا كان هناك ضغوطات يمر بها الطفل.
• ابذل مجهودًا خاصًا لتساعده على التكلم عن قلقه ومخاوفه وابتعد عن الفكرة التي تقول: «هذا شيء طبيعي يحدث لمعظم الأطفال»؛ شجعه على التعبير عن مشاعره وأفكاره من خلال وسائل تتناسب مع عمره، مثل الرسم، ألعاب الرمل، الماء، أو أي هواية يفضلها.
• بدلاً من أن تطلب منه التوقف عن هذا السلوك بشكل متكرر، قم بتشتيت انتباهه عن طريق مشاركته لعبة أو طلبك منه إحضار شيء ما؛ ربما ستنجح هذه الخطوة مع بعض الأطفال.
• خصص وقتًا للعب معه لأن اللعب هو من الحاجات الغريزية الأهم عند الطفل، والتي تشعره باهتمامك به وتساعده على تخفيف القلق الذي يعاني منه، وفي نفس الوقت يستمتع به.
• شجعه على أن يصبح هذا السلوك سلوكًا واعيًا بالنسبة له، لأنه عادةً ما يقوم به بشكل غير واع، وذلك من خلال اتفاق ودّي بينكما، مثل لمسة خفيفة على الذراع، أو حتى كلمة متفق عليها بينكما.
هذه التقنية قد تنجح مع الطفل الذي اختار بنفسه أن يتوقف عن هذه العادة، وإلا فإنها تكون أشبه بالعقاب بالنسبة له.
• ابتعد عن عقاب الطفل أو السخرية منه، لأن ذلك قد يسبب له مشاكل جديدة، كالشعور بالنقص؛ من المفيد شرح مساوئ هذه العادة له وتعزيز أي محاولة قد يقوم بها للتوقف عنها.
• هنالك طريقة غير علمية قد تنجح مع بعض الأطفال، وهي وضع مادة بطعم مر على أصابعه، أو استخدام لصاقات طبية.