جريدة عنب بلدي – العدد 19 – الأحد – 10-6-2012
رغم التصريحات العديدة للكثير من المسؤولين السوريين بأن الخبز خطٌ أحمرُ وليس من الوارد رفع أسعاره أو رفع الدعم عنه، يبقى هاجس ارتفاع سعر الخبز محلقًا فوق رؤوس الجميع ويهدد بالانقضاض في أية لحظة. والتجارب السابقة مع حكومات النظام المتعاقبة تؤكد هذه المخاوف.
فرغم الوعود والتصريحات الكثيرة حول عدم رفع سعر المازوت، صَحَونا مؤخرًا على خبر رفع سعره بنسبة 33% بعد أن افتعلت الحكومة أزمةً أجبرت السوريين على الوقوف في طوابير طويلة للحصول على ليتراتٍ من المازوت. وكانت الحجة عدم توافر المازوت -وسواه من
فهل سيشهد الرغيف أزمةً مماثلةً ليكون الحل برفع سعره؟ هل إجبار الناس على الوقوف لساعاتٍ للحصول على ربطة خبز تهيئةٌ لرفع أسعاره؟
إذا أخذنا بعين الاعتبار أن صناعة الرغيف تعتمد على عاملين أساسيين هما الدقيق والمازوت، وفي ظل التصريحات الحكومية بالنقص الحاد والمتزايد في المازوت نتيجة العقوبات نجد أن إحدى طبقتي الرغيف تعاني من الأزمة فيما تقترب الطبقة الأخرى (الدقيق) من الأزمة في ظل التقارير عن تراجع الاحتياطي من القمح وتوقف شحنات الدقيق والقمح من الخارج نتيجة امتناع المصارف عن تمويل الصفقات لصالح سوريا إضافة إلى صعوبات تعترض شحن البضائع إلى سوريا والتأمين عليها. وردًا على هذه التقارير يؤكد مدير عام الشركة العامة للمخابز أن لا مشكلة في تأمين الدقيق التمويني وأن الاحتياطي من القمح يكفي لمدة عامٍ وأن المحصول الحالي مبشرٌ جدًا، ليناقض بذلك دراساتٍ تشير إلى تراجعٍ كبيرٍ في إنتاج القمح قد يصل إلى 25% مقارنة بمحصول عام 2011 (2.9 مليون طن في 2012 مقابل3.7 مليون طن في 2011 ).
وردًا على «شائعات» أزمة الخبز التي تشهدها البلاد يرى المدير العام ذاته أنه ليس ثمة أزمةَ خبزٍ بالمعنى الحقيقي للأزمة!!!! إنما مجرد زحمة!! على الأفران.. وأن هذه الزحمة إلى انحسار.
كثيرٌ من المؤشرات تدل على أن سعر الخبز يسير نحو الارتفاع على خطى أصدقائه من المواد الأساسية (المازوت الغاز الكهرباء ..) وهو ما سينعكس مباشرةً على معيشة السوريين اللهم إلا إذا خرج علينا «ماري أنطوانيت» أسديٌ ليدعوَنا لتناول الكاتو – وربما الصيام- عوضًا عن أكل الخبز.