مركز “التآخي” ينشر ثقافة حقوق الإنسان ويرصد الانتهاكات

  • 2014/06/01
  • 8:05 م

بيروت – منال شخاشيرو

بعد الغياب عن تطبيق حقوق الإنسان والقانون الدولي في ظل حكم الأسد، فسحت الثورة السورية المجال أمام المهتمين لتلبية حاجات الشعب السوري وتوعيته بحقوقه وواجباته، لذا تأسس «مركز التآخي Birati للديمقراطية والمجتمع المدني»، بهدف «نشر ثقافة حقوق الإنسان ورصد انتهاكاتها، ومناصرة المدافعين عنها، وترسيخ مفاهيم التعايش السلمي في المناطق ذات التنوع القومي والديني».

وانطلق المركز في مطلع الشهر الأول من عام 2013 في مدينة الحسكة، بفرعين رئيسين في مدينتي القامشلي وسرى كانيه (رأس العين)، ضمن مبادرة لمجموعة من الناشطين في المنطقة، ومنذ انطلاقته يعمل الفريق على «دورات مستمرة عن المعاهدات الدولية الأساسية لحقوق الإنسان، وفن التفاوض والعدالة الانتقالية وأسس تطبيقها».

وتعمل مكاتب المركز على بناء قدرات المنظمات الأهلية من خلال تقديم دورات في التخطيط الاستراتيجي وإدارة المشاريع الصغيرة لكوادر هذه المنظمات، وفق ما نقله أعضاء المركز لعنب بلدي، وقد أطلق إلى الآن ثماني مبادرات منها «تسامحوا ليعم السلام»، وتهدف لنشر «ثقافة التسامح عبر ندوات حوارية مفتوحة في محافظة الحسكة ومدنها الرئيسية، وصياغة وثيقة للسلم الأهلي في المنطقة يُشارك في صياغتها والتوقيع عليها وجهاء من مختلف مكونات المحافظة».

كما أطلق المركز مبادرتي «أصدقاء الطفولة» في الحسكة ورأس العين، وتهدف المبادرتان إلى «تدريب مجموعة من السيدات وعددهن 40 على السبل المثلى للتعامل مع الأطفال»، وقد تم اختيار ثمانية منهن «ليعملن في مركز الدعم النفسي لستين طفلًا متضررًا من ظروف الحرب».

وفي سبيل «تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا»، أطلق 3 مبادرات في الحسكة والقامشلي ورأس العين، وقد درب مركز الحسكة 30 امرأة حتى الآن على مهنة الخياطة، إضافة لتوفير عملٍ لهنّ داخل المركز مساءً بهدف توفير مصدر دخل لهن، بينما درّب مركز القامشلي 20 امرأة على مهارات التطريز، ووفر عملًا لهن. كما درّب مركز رأس العين 20 سيدة على كيفية صناعة الخبز والمعجنات.

وتتخلل المبادرات تدريبات حول ثقافة حقوق الإنسان والتركيز على حقوق المرأة، وحثها على العمل والمشاركة في المجتمع.

أما مبادرة «عمار يا وطني» التي أطلقها المركز، فهي مشروع يهدف لحماية البيئة ونشر التوعية المجتمعية بالمخاطر المحدقة بها، ودور الأفراد والمنظمات وواجباتهم تجاه بيئتهم، وقد نظم المركز ندوات حوارية وحملات تشجير استهدفت حدائق عامة وحرم كليات جامعية في مدينتي الحسكة والقامشلي.

بينما أنشأ المركز شبكة «فريق للإنتاج الفني» وتهدف لإنتاج أفلام كرتونية لنشر ثقافة حقوق الإنسان وتستهدف الأطفال حاليًا.

ويواجه فريق المركز صعوبات في الحركة بسبب تعدد السلطات في المنطقة، فيما يتمثل «الخطر الأكبر في الصعوبات الناجمة عن الاشتباكات والتفجيرات في عموم المحافظة ومدينة رأس العين على وجه الخصوص»، بينما يواجه الفريق حالة «عدم الثقة الناشئة لدى المجتمع نتيجة كثرة التنظيمات السياسية والمدنية والرافعة لشعارات زائفة بشكل أو بآخر».

وفي كلمة لإدارة المركز لعنب بلدي اعتبرت الإدارة «ثقافة حقوق الإنسان ونشرها والإيمان بها هي أقصر الطرق المؤدية للسلام في سوريا»، مشيرة إلى أن «تبني منظمات المجتمع المدني بتبنيها وجهات سياسية ينعكس سلبًا على أداء عموم المنظمات العاملة في ذات المجال»، الأمر الذي دفع «باتجاه ضعف ثقة المجتمع بهذه المنظمة».

وأكدت الإدارة أنها تسعى لـ «تعريف الأفراد بحقوقهم، وبناء قدرات المنظمات المحلية وحث الشباب على العمل التطوعي والإيمان بجدواه».

مقالات متعلقة

منظمات مجتمع مدني

المزيد من منظمات مجتمع مدني