تبدأ غدًا انتخابات “الإدارة الذاتية” الكردية في مناطق سيطرتها في سوريا، ما يعتبر أول خطوة ملموسة لتأسيس فيدرالية تسعى إلى فرضها في الشمال السوري.
ومن المقرر أن تجري الانتخابات على ثلاث مراحل، تبدأ باختيار لجان محلية في 22 أيلول، وتعقبها خطوات تؤدي إلى تأسيس مجلس تشريعي، وهيئة تنفيذية، في كانون الثاني من العام المقبل، لإدارة ثلاثة أقاليم، وست مقاطعات.
وتقتصر الانتخابات على الأحزاب المنضوية تحت راية الإدارة الذاتية، في حين يمتنع معظم أنصار، ومؤيدو المجلس الوطني الكردي عن التصويت.
وأصدر المجلس الوطني الكردي بيانًا، أمس الأربعاء، أعلن فيه مقاطعته للانتخابات، معتبرًا إياها غير ديمقراطية، ولا تمثل كافة الأطراف الكردية في المنطقة، فضلًا عن اعتراضه على توقيتها، القريب من استفتاء إقليم كردستان العراق المزمع إجراؤه في 25 من الشهر الجاري.
من جانبه قال صالح مسلم، رئيس حزب “الاتحاد الديمقراطي”، لوسائل إعلامية، إن الانتخابات والنظام الفدرالي يطرحان لسوريا نظامًا بديلاً يتمثل باللامركزية، مؤكدًا أن مطلبهم هو الفيدرالية وليس الانفصال.
وفي أول رد رسمي من نظام الأسد، وصف نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الانتخابات بالمزحة، لافتًا إلى أن النظام لن يسمح بتهديد وحدة الأراضي السورية، بحسب تعبيره.
وتحضيرًا للانتخابات، انتشرت في مدينتي القامشلي وعامودا لافتات بثلاث لغات، العربية والكردية والسريانية، تدعو المواطنين للمشاركة في الانتخابات، كتب عليها “مستقبل روج آفا بين يديك، لا تبخل بصوتك” و”صوتك أمانة امنحه لمن يستحق”.
وعمدت مفوضية الانتخابات إلى تدريب مدرسين للإشراف على صناديق الاقتراع، كما تعمل لجان في الأحياء على توزيع البطاقات الانتخابية، وشرح آلية الاقتراع.
وخلال الساعات الماضية توجه الآلاف لتسجيل أسمائهم للانتخاب، في حين قالت مصادر محلية إن بعض لجان الانتخابات التابعة للإدارة الذاتية تحذر الأهالي من عدم الحصول على خدمات الحياة اليومية في حال مقاطعتهم للانتخابات.
وأضافت المصادر أن الإدارة الذاتية تواجه صعوبات كبيرة من ناحية إقناع ساكني مناطق سيطرتها بشرعية سلطتها، والقبول بالقرارات الصادرة عنها مع وجود مؤيدين للمجلس الوطني الكردي، الذي لم يعترف حتى الآن بأي إجراء صادر من مؤسسات الإدارة الذاتية.
ويشارك في الانتخابات النازحون من مناطق أخرى دون أن يكون لهم الحق في الحصول على البطاقة الانتخابية.
وفي آذار الماضي، أعلنت الإدارة الذاتية النظام الفدرالي في مناطق سيطرتها في الشمال السوري، والتي تم تقسيمها إلى ثلاثة أقاليم.