كرّمت روسيا الجنرال ميخائيل كلاشينكوف بإقامة تمثال له في العاصمة موسكو، وهو مخترع البندقية الشهيرة في العالم والتي تحمل اسمه.
وعزف حرس الشرف التابع للكرملين السلام الوطني الروسي أثناء كشف النقاب عن التمثال، الذي كُتب على قاعدته اقتباس من كلاشينكوف، “صنعت سلاحًا للدفاع عن أرض أجدادي”، بحسب وكالة “رويترز”.
ويُقدّر خبراء أن عدد القتلى بسلاح الكلاشينكوف يتجاوز جميع عدد القتلى في الأسلحة الحديثة مجتمعة، ما وضعه على رأس قائمة الأسلحة الأكثر فتكًا في العالم.
وقال النحّات الذي صنع التمثال، سالافات ششيرباكوف، إن هذا السلاح هو أحد رموز روسيا، “للأسف حتى تستمر الحياة.. ينبغي أن يكون هناك سلاح”.
كلاشينكوف وسلاحه
في عام 1945 تقدّم كلاشينكوف إلى مسابقة لصناعة بندقية متطورة، وأرسل أول مخطوط للبندقية AK-47 والتي حملت اسمه لاحقًا.
وأثناء مرحلة تنفيذ المخطوط بالمعادن، عدّل كلاشينكوف بعض المواصفات، ما سمح له بإزاحة كبار منافسيه من الضباط.
وبعد ثلاث سنوات أنتج الاتحاد السوفييتي أول مجموعة من بنادق الكلاشينكوف والتي كانت تصدر ضجيجًا عاليًا أثناء الرماية.
وفي عام 1953 أعلن ستالين عن مسابقة لتوحيد الأسلحة النارية في الجيش السوفييتي، ففاز كلاشينكوف بالمسابقة أيضًا، بعد أن جعل سلاحه أكثر خفّة واستبدل الحربة في مقدمته بالسكين.
ومنذ ذلك الحين اعتمد الجيش السوفييتي سلاح كلاشينكوف، الذي تسبب الألمان من حيث لا يدرون باختراعه.
ففي عام 1940 شارك كلاشينكوف بمعركة برياتسك ضد ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وأصيب بعد سبعة أيام من القتال.
وخلال فترة وجوده في المشفى تعرّف على ضابط عمل سابقًا في مركز علمي تابع للجيش، واطلع على تصاميم الأسلحة، ودفعه حقده على الألمان للبدء من فراشه بمحاولة صنع سلاح يساعد السوفييت بهزيمتهم.
وكانت أول تجربة له في تطوير الأسلحة تعود لعثوره على مسدس ألماني من بقايا معركة أثناء الحرب العالمية الأولى.
كذلك تسببت ألمانيا باختراع بندقية رشاشة سابقة للكلاشينكوف، هي البندقية التي صنعها “سوداييف”، أثناء حصار الألمان لمدينة سان بطرسبرغ.
ندم كلاشينكوف
“وجعي لا يحتمل … فهل أكون أنا ميخائيل كلاشينكوف ابن الفلاحة، المسيحي الأرثوذكسي مسؤولًا عن خسارة الأرواح، إذا كانت بندقيتي قد تسببت بقتلها؟”
بهذه الكلمات خاطب كلاشينكوف البطريركية الأرثوذكسية في روسيا قُبيل وفاته عام 2013، بحسب الرسالة التي نشرتها صحيفة “إزفيستيا”.
وكان كلاشينكوف، الذي توفي عن عمر 94 عامًا، أوضح في أكثر من مناسبة أنه فخور بعمله وأنه صنعه ليحصل الناس على حياة صافية ومزدهرة دون حروب، لكنه تبرّأ من قرارات السياسيين التي يدفع ثمنها الأبرياء قتلًا بسلاحه.
ويبدو أن كلاشينكوف ما زال متمسكًا بإرثه العائلي المسيحي، وفق رسالته، إذ أنه الابن 18 لعائلة فقيرة من الفلاحين المتدينين، وأحد الأبناء الثمانية الذين بقوا على قيد الحياة.
وكان ستالين قد نفاهم إلى سيبيريا بوصفهم أعداء الشعب، ولم يكن عمر كلاشينكوف قد تجاوز 11 عام، قبل أن يمنحه الفتى المنفي سلاحًا فتّاكًا وهو لم يتجاوز 29 من عمره، بعد أن فرّ من منفاه.
ضحايا كلاشينكوف
أعلنت مؤسسة كلاشينكوف كونسيرن المصنعة للبندقية عبر موقعها الالكتروني، أن أكثر من 60 مليون قطعة من البندقية تم إنتاجها خلال 60 عام الماضية.
وأنّ قطعة من كل خمس قطع سلاح على مستوى العالم لابد أن تكون بندقية الكلاشينكوف، التي بات يستخدمها اليوم أكثر من 50 جيشًا حول العالم.
وتسببت ثورة السلاح التي أحدثها كلاشينكوف في تفوق روسيا عسكريًا وتوجهها لفرض سيطرتها على العديد من الدول.