عنب بلدي ــ العدد 118 ـ الأحد 25/5/2014
وبعد 13 شهرًا على حصار سجن حلب المركزي من قبل قوات المعارضة، استطاعت قوات الأسد إدخال مدرعات وعربات إلى السجن عبر الجهة الشرقية.
وأسفرت الاشتباكات العنيفة في الأشهر الماضية، عن شق طريق لقوات الأسد من اللواء 80 باتجاه الشيخ نجار، ومن الشيخ نجار باتجاه دوار البريج إلى قرية حيلان باتجاه السجن.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن «قوات الأسد مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني ومسلحين موالين لها، تقدمت الأربعاء باتجاه السجن، من خلال السيطرة على تلة حيلان ومحيط محطة الكهرباء الرئيسة في منطقة الشيخ نجار، التي تبعد نحو كيلو متر واحد عن السجن»، وذلك إثر عملية «التفاف وتمويه».
وبثت الفضائية السورية تسجيلًا مصورًا من داخل السجن، يظهر ضباطًا من قوات الأسد بينهم قائد العمليات في حلب، العقيد سهيل الحسن، وهو يشدّ من أزر المقاتلين ويرفع معنوياتهم، مهنئًا «الوطن وقائد الوطن بهذا النصر الكبير».
وتكمن أهمية السيطرة على السجن في أن قوات الأسد، في حال استكملت السيطرة، ستجعل السجن مركز انطلاق باتجاه حريتان، بهدف محاصرة وفصل أحياء حلب المحررة عن الريف الشمالي، في ظل انشغال الريف الشرقي في القتال الدائر بين كتائب المعارضة وتنظيم «دولة العراق والشام».
من جانبها توعدّت المعارضة باستعادة «زمام الأمور»، وقال العقيد عبد الجبار العكيدي صاحب الشعبية الكبيرة في حلب «عناصر النظام الذين دخلوا السجن المركزي سيحاصرون مجددًا».
وقد استهدفت كتائب المعارضة بسيارتين مفخختين، منتصف ليل الجمعة، تجمعًا لقوات الأسد ومقاتلي الميليشيات المساندة له، قرب قرية البريج في محيط السجن، محاولة فصله عن القرية.
وأسفر التفجيران بحسب الائتلاف الوطني المعارض إلى مقتل «أكثر من 90 عنصرًا من ميليشيا حزب الله الإرهابي، وعصائب أهل الحق بينهم ثلاثة ضباط».
وحاصرت كتائب المعارضة السجن منذ أكثر من عام معلنة معركة تحريره بهدف إطلاق سراح السجناء فيه، لكن الحصار أسفر عن اشتباكات عنيفة على تخوم السجن، حيث اقتحمت فصائل المعارضة أسواره أكثر من مرة، لكن قوات الأسد استطاعت تمكين مراكزها فيه.
وخلال العام الفائت عانى السجناء من نقص شديد في المواد الغذائية، وسوء الأوضاع الصحية، ما تسبب بوفاة عدد من السجناء، في حين سربت المعارضة تسجيلات لإعدامات ميدانية قام بها مقاتلو الأسد بحق معتقلين سياسيين، بهدف الضغط على المعارضة وفك الحصار.
وبلغ عدد السجناء قبل بدء الحصار نحو أربعة آلاف شخص، بينهم معتقلون إسلاميون وسياسيون، وبحسب المرصد فقد أدى سوء الأحوال الإنسانية في السجن وسقوط قذائف جراء المعارك في محيطه، إلى مقتل نحو 600 منهم.