محمد صافي – حماة
تصدت قوات المعارضة الأسبوع الماضي لأضخم حملة عسكرية على الأتوستراد الدولي وبلدة مورك في ريف حماة الشمالي، وذلك يوم الخميس 22 أيار، فيما سيطرت أيضًا على نقاط استراتيجية في الريف الغربي لحماة متمثلة في تجمع قوات النظام في تل ملح وبلدة الجلمة وتل الطويل، ما أجبر بعض حواجز النظام على الانسحاب من أكثر من نقطة تفاديًا لسقوطها بيد المعارضة ولتعزيز بعض المواقع المهمة بالنسبة لها.
وأرسل النظام رتلًا ضخمًا باتجاه أوتوستراد حماة-حلب في محاولة لفتح الطريق باتجاه خزانات خان شيخون التي يحاصرها مقاتلو المعارضة، فاقتحم مدينة مورك الواقعة على الأوتوستراد من محاورها الجنوبية والشرقية في ظل تراجع لمقاتلي المعارضة لداخل أحياء مورك بالتزامن مع تقدم رتل مؤلف من خمس آليات باتجاه كتيبة الدبابات شمال مورك، لتطبق بذلك قوات النظام الحصار على مدينة مورك وتقترب أكثر من حاجز الخزانات. ولكن تحول المشهد بعد وصول مؤزارة لكتائب المعارضة في مورك فدمرت الكتائب دبابتين لقوات النظام على أبواب المدينة وأوقعت العشرات من عناصره بين قتلى وجرحى، فيما كانت صواريخ المعارضة تستهدف الآليات المتمركزة في كتيبة الدبابات شمال مورك ودمرت دبابة وأعطبت باقي الآليات معلنة دحر قوات النظام عن المنطقة بعد أسرهم لـ 24 عنصرًا من جنود النظام واغتنامها للعديد من الرشاشات الثقيلة والمدافع وكميات قليلة من الذخائر.
وعن سر نجاح كتائب المعارضة بالتصدي للقوة الكبيرة التي دفعت فيها قوات النظام لمورك، يتحدث العقيد «أبو قتيبة» القائد العسكري لتجمع أجناد الشام لعنب بلدي: «كان للتناغم البسيط بين الفصائل المتواجدة في مورك من حيث الرباط والتنظيم والتعاون دور كبير في دحر كتائب الأسد عن المنطقة بالرغم من قلة الأسلحة المضادة للدروع» ويضيف: «لو توفر لنا مضادات للدروع بكميات أوفر مع التعاون بين الفصائل لكنا في وضعية أفضل بكثير مما نحن عليه الآن».
وفي وقت سابق، سيطرت كتائب المعارضة على تجمع قوات النظام في بلدتي تل ملح والجلمة، وذلك يوم الأحد 18 أيار، حيث جرت اشتباكات عنيفة دمر خلالها مقاتلوا المعارضة عربة BMB وأعطبوا دبابتين لقوات النظام، كما قتلوا 33 جنديًا على رأسهم الضابط المسؤول عن حاجز تل ملح واغتنموا عربة BMB ودبابة من طراز T62، إضافة للعديد من الرشاشات الخفيفة مع كميات من الذخائر، وأعادوا سيطرتهم على أوتوستراد السقيلبية–محردة.
تلى ذلك أيضًا سيطرة قوات المعارضة على تل الطويل في ريف حماة الغربي بعد اشتباكات استمرت لثلاث ساعات مع قوات النظام. وبذلك أصبحت كتائب المعارضة تسيطر على ثلاث نقاط تفصل قرى الريف الثائر عن القرى الموالية للأسد والتي يوجد في أغلبها معسكرات لقوات النظام.
في سياق متصل، وبعد التقدم الذي أحرزه مقاتلو المعارضة، انسحبت قوات النظام من عدة نقاط متمثلة بحاجز بلدة صلبا باتجاه مدينة السقيلبية وحاجز الجديدة باتجاه بلدة شيزر وذلك لتحصين قواتها بشكل أكبر خوفًا من هجوم محتمل لكتائب المعارضة على هذه النقاط. واستقدم النظام عناصر من ميليشيات حزب الله اللبناني وعناصر إيرانية لريف حماة الشمالي لتعزيز نقاطه وتجمعاته الاستراتيجية. وذكر «شهم برازي» قائد تجمع ألوية أبناء حماة لعنب بلدي: «يعاني النظام نقصًا كبيرًا في القوة البشرية بعد المعارك الأخيرة فقد بدأ يسحب عناصر الحواجز في مدينة حماة ويستبدلهم بعناصر نسائية من قوات الدفاع الوطني، وأضاف: «يواجهنا الآن على جبهة مورك ميليشيات من حزب الله اللبناني وعناصر إيرانية بعد أن عجزت ألوية وكتائب الجيش السوري مدعومة بالطيران عن اقتحام المدينة وفتح طرق إمداد إلى إدلب». وأكد شهم أن هذه الميليشيات لن تغير أي شيء «نحن أصحاب الأرض والحق وستكون الأيام القادمة شاهدة على ذلك».