“تحرير الشام” تعود إلى نواتها الأولى

  • 2017/09/17
  • 2:54 ص

مقاتلون من هيئة تحرير الشام في بلدة معردس في ريف حماة الشمالي -22 آذار 2017 (AFP)

عنب بلدي – خاص

عصفت موجة من الانشقاقات بـ “هيئة تحرير الشام” وأعادتها إلى نواتها الأولى المتمثلة بـ “جبهة فتح الشام”، كرد مباشر على سلسلة التسريبات الصوتية الأخيرة التي سخرت من الشرعيين العاملين فيها، وأظهرت رؤية شخصية واحدة تدير كافة الأمور السياسية والعسكرية لها متمثلة بالقائد العسكري العام “أبو محمد الجولاني”.

وكانت آخر الانشقاقات انفصال تشكيل “جيش الأحرار”، أكبر الفصائل العسكرية في “تحرير الشام”، عقب انشقاق الشرعيين السعوديين عبد الله المحيسني ومصلح العلياني.

وعزا “الجيش” انشقاقه إلى قرار من مجلس الشورى فيه، مشيرًا إلى أنه “اتفق على تشكيل لجنة قضائية للنظر في الحقوق بين الجانبين”.

ثمانية أشهر مضت على التشكيل

وأُعلن عن تشكيل “تحرير الشام”، في 28 كانون الثاني الماضي، بأغلبية من “فتح الشام” إلى جانب “حركة نور الدين الزنكي” و”جيش الأحرار”، بقيادة هاشم الشيخ (أبو جابر).

انشقاق “جيش الأحرار” جاء بعد نحو شهرين، من إعلان “نور الدين زنكي” انفصالها عن “الهيئة”، 20 تموز الماضي.

وعزت “الزنكي” الانفصال حينها إلى “عدم تحكيم الشريعة التي بذلنا مهجنا والغالي والنفيس لتحكيمها، من خلال تجاوز لجنة الفتوى في الهيئة وإصدار بيان عن المجلس الشرعي دون علم أغلب أعضائه”.

ووفق ما رصدت عنب بلدي على حسابات “جهاديين” في “تويتر”، فإن البعض قال إن “جيش الأحرار” علق عمله ضمن “الهيئة” منذ أشهر وأعلن انفصاله في الأيام الماضية.

إلا أن آخرين عزوا سبب الانفصال إلى “الهروب من شبح الاستهداف”، في ظل الحديث عن عملية عسكرية ضد “تحرير الشام” في إدلب، والمصنفة على “قوائم الإرهاب” دوليًا.

حسابات مناصرة لـ “تحرير الشام” رفضت الانشقاقات، معتبرةً أن “الهيئة هي الجماعة المجاهدة الوحيدة المتبقية في أرض الشام، رغم بعض الأخطاء والمظالم، ولكنها جامعة بين معروف ومنكر”.

وتعزى الانشقاقات لما يوصف بـ “تجاوزات القيادة للجان الشرعية في الهيئة”، إضافة إلى التسريبات الصوتية التي أعقبتها ووُصفت من قبل الشرعيين بأنها “انتقاص صريح لحمَلة الشريعة”.

وماتزال الهيئة تحتفظ بقوتها المركزية المتمثلة بـ “جيش النصرة”، والذي كان رأس حربة في معاركها الأخيرة ضد فصائل كـ “أحرار الشام”، بحسب معلومات عنب بلدي.

حين فكت “جبهة النصرة” ارتباطها بتنظيم “القاعدة” وغيرت مسماها إلى “فتح الشام”، تفاءل بعض المحللين بهذا التحول، بينما توقع مراقبون أن يكون الحدث “شكليًا” مع استمرار نهج الفصيل وسعيه لتشكيل “إمارة” في المنطقة، بقيادة “أبو محمد الجولاني”.

وتترافق الانشقاقات مع اتهامات للجولاني بالتنسيق مع روسيا والتقرب من إيران، في وقت ترسم دول إقليمية مصير إدلب، وسط غموض حول مستقبل المحافظة.

ووفق محللين فإن “تحرير الشام” لم تنجح في تغيير المعادلة في الشمال السوري، كما كانت غايتها حين تشكيلها، بل زادت الواقع تعقيدًا في تلك المنطقة.

اغتيالات تطال التيار السعودي

وفي سياق التطورات التي تمر بها “تحرير الشام”، شهدت في الأيام الماضية اغتيالات طالت شرعييّن سعوديين هما الداعية، سراقة المكي، والشرعي السابق لفصيل “جند الأقصي”، أبو محمد الجزراوي الملقب بـ “الحجازي”، دون تحديد الجهة المسؤولة.

وتناقل ناشطون على مواقع التواصل أن “سلسلة من التصفيات في الهيئة تطال قياديين سعوديين، ويعتقد أنها من قبل الفريق المصري الأردني”.

وفي حديث مع الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن الدغيم، قال في مقاربة فكرية إن “التنظيمات التكفيرية عادة تصفي بعضها البعض، وهو ما تمت ملاحظته في أفغانستان والعراق، لأنهم يستخدمون التكفير السياسي”.

وأضاف لعنب بلدي أن “أي شخصية تخالف الأخرى في الرأي، تعتبرها قضية ولاء ومخالفة للإسلام، ويحكم عليها بالردة بعد أخذ وثيقة من أقرب شرعي في عملية التصفية”.

وأوضح أن “هناك ما يسمى قتل المصلحة، فأي شخصية لدى الأمير أو قائد الجماعة يرى أنها تتسبب بخطر عليه في المستقبل يؤولها على صالح المسلمين، وهي جميعها لا تمت للشريعة، وإنما هي أمور أخذوها من السجون وبعض الكتب، ككتب أبي قتادة الفلسطيني وكتاب الجامع في العلم الشريف”.

أما عن حوادث الاغتيالات، قال الدغيم إنه “لا يستغرب وجود بعض الأجنحة من جند الأقصى، أو حتى من تنظيم الدولة الإسلامية داخل صفوف تحرير الشام، ومن الممكن أن تكون الاغتيالات عمليات انتقام”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا