دخان يعمي ولا برد يقتل
تحذيرات من استخدام “الزيت المحروق” للتدفئة في إدلب
إدلب – طارق أبو زياد
تشغل طرق تأمين مواد التدفئة لفصل الشتاء المقبل بال المواطنين في سوريا، الفصل الذي يتوقع كبار السن في محافظة إدلب، أن يكون قاسيًا كما كان حر الصيف، الذي طوى آخر صفحاته قبل أيام.
“الزيت المحروق”، وهو زيت السيارات المستهلك، أصبح مادة جديدة يعتمد عليها كثير من أهالي إدلب، بسبب غلاء الحطب وندرة الكهرباء، وذلك رغم تحذيرات أطباء من أضرار الأدخنة المنبعثة من تلك الزيوت.
خليط من الزيت والمازوت للتدفئة
عنب بلدي التقت علاء السلمو، صاحب ورشة صناعية لتغيير زيوت السيارات في إدلب، وشرح طريقة استخدام الزيت المستهلك للتدفئة، مشيرًا إلى أن الطريقة ليست جديدة، وتتم من خلال خلطه مع المازوت.
وقال السلمو إنه لا مقياس ثابت لطريقة الخلط، ولكن الأمر يتعلق بالقدرة المالية للعائلة.
يعتمد معظم من يستخدم الطريقة على خلط المادتين مناصفة، وتحدث الشاب عن صعوبة في التشغيل وكثرة الروائح المنبعثة من الخليط، مردفًا “لكنك تحصل على الدفء في النهاية”.
ويتراوح سعر برميل الزيت المستهلك بين 25 و27 ألف ليرة سورية، (نحو 55 دولارًا أمريكيًا).
“دخان يعمي ولا برد يقتل”
ينوي طلال اللبان من مدينة إدلب الاعتماد على الخليط في التدفئة هذا العام، عازيًا السبب إلى الارتفاع الذي شهده سوق الحطب، إذ وصل سعر الطن إلى 100 ألف ليرة سورية (قرابة 200 دولار)، وهو ضعف سعره مقارنة بالعام الماضي.
بعملية حسابية أوضح اللبان، أنه يحتاج إلى طنين من الحطب في الشتاء، ما يُعادل برميلين من المازوت والزيت المستهلك، وقال إن ذلك يكلف أقل من 150 دولارًا، مرددًا عبارة “صحيح أنه مضر بالصحة، بس دخان يعمي ولا برد يقتل”.
أطباء يحذرون من الأضرار
عنب بلدي توجهت بالسؤال إلى الطبيب زهير فجر، اختصاصي الأمراض الصدرية في مدينة إدلب، ونهى عن استخدام الخليط للتدفئة، محذرًا من أضرار صحية تنجم عن استنشاق الغازات السامة المنبعثة من عملية احتراق الزيت.
تؤثر هذه الغازات بشكل مباشر على الجهاز التنفسي والشعيرات القصبية، وخاصة عند الأطفال، ما يزيد من مخاطر الإصابة بمرض التهاب القصبات الشعري، الذي وصفه الطبيب بـ “الخطير”.
وتحدث فجر عن هجمات حادة متكررة، قد يعاني منها المصابون بالأمراض الصدرية المزمنة كالربو والنفاخ الرئوي، لافتًا إلى أخطار أخرى، فقد ينفجر الزيت في حال تعرض لحرارة عالية داخل خزان المدفأة.
ونصح الطبيب بالاعتماد على أساليب التدفئة التقليدية كالمازوت والحطب، دون اللجوء إلى الطرق الأخرى التي تكون “سلبياتها أكبر بكثير من فوائدها”، داعيًا إلى استخدامها في الأماكن المفتوحة.
أكد بعض من التقتهم عنب بلدي أن توفير المال بطرق تدفئة تضر بالصحة ليس مجديًا، كما قال تاجر الألبسة هادي العبد، “ما يوفره الشخص يدفعه أضعافًا ثمنًا للعلاج والأدوية”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :