قناة “سما” ضغطت على السومة

  • 2017/09/17
  • 1:43 ص
خطيب بدلة

خطيب بدلة

خطيب بدلة

نزار الفرا، مذيع قناة “سما” التلفزيونية السورية، نفى أن يكون لاعب المنتخب السوري عمر السومة قد تعرض لأي ضغوط حينما وَجَّه الشكر لابن حافظ الأسد، في اللقاء التلفزيوني الذي أجري معه الأربعاء الماضي. (المصدر: عنب بلدي).

لا يمكن أن يتجرّأَ هذا المذيعُ الظريف على المزاح والتنكيت في موضوع يتعلق بابن حافظ الأسد الذي يضع في رقبته نصف مليون قتيل من أبناء الشعب السوري، قتلهم إما قصفًا، أو تجويعًا، أو تحت التعذيب، إضافة إلى تشريد ثمانية ملايين إنسان. مع أن كلامه، أقصد الفرا، كان قريبًا من المزاح والتنكيت، فهو يعرف، وكلنا نعرف أن كل سوري موجود، في لحظة تاريخية، ضمن حدود سوريا، مجبَرٌ، بالصرماية العتيقة، على الإشادة بابن حافظ الأسد، ولا سيما حينما يكون تحت الأضواء، ولو أن هذا المدعو “السومة” نسي -سبحان مَن لا ينسى- أن يؤدي واجب الممالأة للأسد، لوجدَ في كوريدور التلفزيون من ينتظره، ليلومه، ويقرعه، ويجبره على تحديد موعد مقابلة أخرى يشكر فيها القائد التاريخي الكبير الذي يقتل الإنسان والحيوان والنباتات والحشرات والبكتريا في سبيل الحفاظ على الرئاسة التي ورثها عن والده “حلال زلال”، فإن لم يقبل بطيبه، فلا شك أنه سيقبل بالدعس.

إذا فرضنا أن نزار الفرا لم يكن يمزح وينكت، فهذا يعني أنه غشيم، لا يعرف أن “الزبون” الذي يؤتى به إلى الاستوديو من أجل موضوع ما، إنما يؤتى به جاهزًا، مقشَّرًا، آخذًا كفايته من الأوامر والتوجيهات، والضغوط والضرب، والتحشيك على أشياء نسائه، مُتفَقًا معه على ما يقول، وما لا يقول، بدليل أن كل المجرمين الجنائيين الذين كانوا يَمْثُلون أمام المذيع علاء الدين الأيوبي في برنامج “الشرطة في خدمة الشعب”، مثلًا، كانوا يعترفون بجرائمهم، ومسروقاتهم، وبأنهم باعوها لوسيط يُسمى “المُسَفِّر”، وصرفوا ثمنها على الملذات الشخصية، يعترفون بكل سلاسة، وأتوماتيكية، وكأنهم تلاميذ مجتهدون في صف المخابرات، وكم سيكون منظر الأيوبي مضحكًا لو أنه قال، مثلما قال نزار الفرا، بأنهم اعترفوا بذنوبهم، من دون ضغط ولا إكراه!

نزار الفرا صغير بالسن، لذلك لا أظنه كان موجودًا في الثمانينيات، حينما كان عناصر المخابرات يحملون زعماء حزب الطليعة المقاتلة الذين يقعون في قبضتهم، بعد الانتهاء من عمليات التحقيق، إلى استوديوهات التلفزيون، وأجسامهم متورمة من القتل والتعذيب، ليعترفوا بجرائمهم أمام الكاميرا. ولكنه يعرف، بل يجب أن يعرف أن معظم الذين تستضيفهم القنوات التلفزيونية الرسمية، إضافة إلى تلفزيون “الدنيا”، منذ شهر آذار 2011، وحتى ساعة إعداد هذه المقالة، يجبَرون على القول بأنهم مسلحون منذ ما قبل الثورة، وأنهم وهابيون منتسبون إلى تنظيم القاعدة، وأنهم يخططون لإنشاء إمارة إسلامية، ويقبضون رواتبهم من السعودية وقطر والإمارات وتركيا، وأنهم يعملون ضمن مخطط محكم لقلب نظام الحكم التقدمي السوري الممانع، لمصلحة الصهيونية العالمية وربيبتها الكيان الصهيوني الحاقد.

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي