سنة الشام؟
أحمد الشامي
قال «اوباما» للسيد «الجربا» خلال لقائهما الذي دام لدقائق: «إن أحد أسباب بقاء اﻷسد هو كون معظم مقاتليه من السنة…». رغم نفي السيدة «ريم العلاف» لهذه الكلمات، فإننا نرجح صدق المعلومة لسببين، اﻷول هو أن التركيبة النفسية «لاوباما» وانتهازيته تتوافقان مع هكذا «قفشة»، والثاني هو أن الواقع على اﻷرض يتطابق مع هذه المقولة.
لازالت هناك أكثرية صامتة من سنة سوريا تقبل بالتجنيد في صفوف جيش اﻷسد تحت إمرة ضباط علويين وشيعة لبنانيين يأمرونهم بقصف مدنهم وقتل أهاليهم. هذا لا يتعارض مع معطيات علوم النفس والاجتماع، اﻷسد وحلفاؤه يتصرفون وفق هذه العلوم باحترافية، في حين تتعامل الثورة وخاصة الائتلاف «بسبحانية» مطعمة بسذاجة وبغباء.
كيف يقوم سنة الشام بقتل إخوتهم تنفيذًا ﻷوامر عصابة اﻷسد وسادتها في «طهران»؟
السبب اﻷساسي ليس الحماقة ولا الخيانة، بل غياب الوعي بالذات والافتقاد لخطاب سني ذي مصداقية إضافة لغياب اﻷفق السياسي. السنة الذين يحاربون مع اﻷسد لا يفعلون ذلك لعشقهم للعصابة التي باعت البلد لإيران بعدما سلمت الجولان ﻹسرائيل، بل ﻷنه لا خيار آخر لديهم في غياب تمثيل سياسي مقنع للأكثرية السنية.
في حين يجاهر زبانية اﻷسد بكرههم ﻷحفاد اﻷمويين و»بثارات الحسين»، وتتعامل الثورة بخجل مع الاحتلال اﻹيراني «العلوي» لسورية خوفًا من اتهامها «بالطائفية».
لا يجد سنة الشام ضالتهم في الخطاب «الوهابي» الذي تسوقه كل من السعودية وقطر، ولا في الخطاب «القاعدي» الجهادي ذي النكهة اﻹيرانية، بنسختيه «داعش» ودولتها الخارجة من العصر الحجري و «النصرة» الحالمة بخلافة متسردبة في «تورا بورا».
الموقف الاردوغاني، بنزعته اﻹخوانية، ليس مطمئنًا، فأداء الرجل فيما يخص الثورة السورية كان كارثيًا بكل المقاييس رغم النوايا الحسنة التي يحملها «اردوغان» تجاه السوريين.
هناك مسؤولية يتحملها السنة كجماعة تتصرف كقطيع يفتقد لقائد ولرعاة، هذا يجب أن يحفز النخب المثقفة لتطوير خطاب سني معتدل، منطقي ومسؤول يتفق مع المعايير المجتمعية المتحضرة.
في ذات الوقت، لا نستطيع أن نعفي «أصدقاء» سوريا وعلى رأسهم الرئيس اﻷسمر من مسؤولية مساهمتهم في تحويل سنة سوريا إلى قطيع من الخراف يشارك في قتل إخوته.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :