رفض عدد من المشايخ والدعاة السعوديين دعوات التظاهر في السعودية، واعتبروها “كاذبة دجالة، وتقوم بها فئة حاقدة على الإسلام”، على خلاف موقفهم الداعم للثورة السورية مطلع عام 2011.
ووجه ناشطون سعوديون دعوة للتظاهر في السعودية تحت مسمى “حراك 15 سبتمبر”، على خلفية اعتقال عدد من المشايخ والدعاة بينهم الشيخان سلمان العودة، وعوض القرني، والداعية علي العمري.
وبررت السلطات السعودية حملة الاعتقالات بأن “الموقوفين تأكد عليهم أنشطة استخبارات، والتواصل مع كيانات خارجية من بينها جماعة الإخوان المسلمين”، والمصنفة في قوائم “المجموعات الإرهابية” في المملكة.
دعم “الجيش الحر” والثورة السورية
وفي تغريدة للشيخ محمد العريفي أمس، الخميس 15 أيلول، قال إنه “مهما تنوعت ثقافات مجتمعنا وتفاوتت مفاهيمنا، إلا أننا يجب أن نتوحد على أهمية حفظ الأمن وتماسك الصف”، داعيًا إلى عدم الاستجابة لدعوات “حراك 15 سبتمبر”.
ويعتبر العريفي من أبرز الدعاة السعوديين الذي ناصروا الثورة السورية خلال السنوات الست الماضية، ودعوا إلى وجوب “الجهاد” وقتال النظام السوري، وميليشياته الأجنبية المرادفة.
ووصف رأس النظام السوري، بشار الأسد في مطلع 2012 بـ”طاغية الشام”، واعتبر أنه سمح لـ “الصفويين بفتح المدارس والحسينيات ونشر التشيع في الشام”.
مهما تنوعت ثقافات مجتمعنا
وتفاوتت مفاهيمنا
إلا أننا يجب أن نتوحد على أهمية حفظ الأمن وتماسك الصف
وأن لا نستجيب لدعوات كهذه#حراك_١٥_سبتمبر— د. محمد العريفي (@MohamadAlarefe) September 13, 2017
كما أعرب عن أمله في انتصار الثورة السورية، نظرًا لـ”زيادة الخط البياني للجهاد في سوريا والذي يحقق كل يوم نجاحات أكبر من ذي قبل”.
وتعتبر السعودية من أبرز الدول الداعمة للثورة والمؤثرة فيها، وقدمت دعمًا سياسيًا وعسكريًا للمعارضة السورية في السنوات الماضية.
https://www.youtube.com/watch?v=8StrkDYih5g
وإلى جانب العريفي قال مفتي السعودية، عبد العزيز آل الشيخ، عبر قناة “MBC”، إنه “يجب نبذ هذه الأشياء وحرمتها وقبحها، فهي لا خير فيها، ولا فيمن دعا إليها، فدعاتها دعاة فتنة ودعاة شر وفساد”.
وكان المفتي أعلن تأييده للشعب السوري في مطلع الثورة السورية، مبديًا حزنه على “المدنيين الذين سقطوا إثر القصف، والدمار الذي حل في منازلهم”، دون أن يبدي موقفًا واضحًا من النظام السوري ورأسه.
وكحال العريفي قال الداعية الإسلامي، صالح المغامسي، إمام وخطيب مسجد قباء، عبر “تويتر”، “بفضل الله بلادنا في أيد أمينة قوية، والدعوة للحراك المتوهم المزعوم من خطوات الشيطان التي نهى الله عن اتباعها واجتماع الكلمة من أعظم مقاصد الشرع”.
بفضل الله بلادنا في أيد أمينة قوية والدعوة للحراك المتوهم المزعوم من خطوات الشيطان التي نهى الله عن اتباعهاواجتماع الكلمة من أعظم مقاصدالشرع
— الشيخ صالح المغامسي (@SalehAlmoghamsy) September 13, 2017
ويتاقض موقفه الحالي عما اتخذه بالنسبة للثورة في سوريا، إذ اعتبر في تصريحات سابقة أنه “مهما حاول طغيان البعث في سوريا، لا يمكن أن يبدل الأمر الرباني على الشام (…) نرى الأحرار والمجاهدين في سوريا يقولون لن نركع إلا لله، والله مولانا ولا مولى لكم”.
أين وصل”حراك 15 سبتمبر”؟
وبحسب ما رصدت عنب بلدي على حساب “حراك 15 سبتمبر”، عبر “تويتر”، قال إن “الحراك يتناول اهتمامات الفئات المختلفة من المجتمع من العاطلين إلى الفقراء إلى المحرومين من السكن إلى ذوي المعتقلين”.
وأضاف الحساب أن “هذا الحراك يمثل كل مواطن غيور على وطنه يرى سيادة الوطن في أحضان حكام الإمارات ومصر وكرامته تداس بأقدام ترامب”.
وكانت وزارة الداخلية السعودية دعت إلى الإبلاغ عن أي أنشطة وصفتها بـ “التحريضية” على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت “عند ملاحظتك لأي حساب على الشبكات الاجتماعية ينشر أفكارًا إرهابية أو متطرفة، يرجى التبليغ فورًا عبر تطبيق (كلنا أمن)”.
ونشر حساب النيابة العامة السعودية عبر “تويتر” المادة الأولى من نظام “جرائم الإرهاب وتمويله”.
وتنص على أن “تعريض الوحدة الوطنية للخطر، أو تعطيل النظام الأساسي للحكم أو بعض مواده، أو الإساءة إلى سمعة الدولة أو مكانتها من الجرائم الإرهابية”.
–