جسور .. لجيلٍ متعلمٍ ومثقف
وعد سنا – عنب بلدي
حرم أغلب الأطفال السوريين اللاجئين إلى لبنان من إتمام دراستهم بسبب سوء الأوضاع المادية، في حين يلاقي الشباب صعوبة في إيجاد عمل يعيشون من ورائه، لذلك نشأت عدة منظمات خيرية ومشاريع تنموية لتحسين الوضع المادي والمعيشي لهم.
ومن هذه المشاريع منظمة «جسور»، التي تأسست منذ ثلاث سنوات في حزيران 2011، لمساعدة الشباب السوري من خلال خلق فرص عمل لهم، كما تعبر دانيا إسماعيل، أحد أعضاء المنظمة منذ بدايات المشروع، وتضيف «عندما اجتمعنا سوية لأول مرة بدأنا بخلق وتبادل العديد من الأفكار والمشاريع التي شجعتنا ودفعتنا بحماس لإطلاق جسور».
ثمانية أشخاص من خلفيات تعليمية ومهنية مختلفة هم مؤسسو منظمة جسور، بعضهم نشأ في سوريا وبعضهم في الشرق الأوسط، وآخرون في شمال أمريكا، «اجتمعوا لتحقيق هدف واحد، وهو أن تستفيد سوريا من الموارد البشرية والمواهب والإمكانيات المذهلة التي تمتلكها» على حد تعبير دانيا.
ويستهدف نشاط المنظمة السوريين، ابتداءً من الأطفال من خلال مراكز جسور في لبنان وانتهاءً بالشباب ورجال الأعمال عبر برنامج لريادة الأعمال وتأسيس المشاريع، كما عملت جسور حتى الآن على «تأمين فرص دراسية لأكثر من 800 طفل سوري في لبنان من خلال مساعدتهم بالتسجيل في المدارس الرسمية اللبنانية العامة أو الخاصة أو عبر تعليمهم في مراكز جسور الثلاثة في لبنان.
بالإضافة إلى نشاط جسور في برامج الإرشاد الوظيفي والمهني وريادة الأعمال من خلال الإنترنت وعلى الأرض في منطقة الخليج، حيث يوجد العديد من الشباب السوري الباحث عن عمل أو عن فرصة لتأسيس مشروع خاص. وتوضح إسماعيل أن المنظمة «تساعد الطلاب السوريين لإكمال تعليمهم الجامعي من خلال شراكات مع أكثر من 40 جامعة في أمريكا الشمالية، أوروبا وآسيا».
واستطاعت جسور إلى الآن «تأمين منح دراسية لأكثر من 100 طالب سوري جامعي، إضافة لأكثر من 800 طفل سوري أتيح له التعليم، وأكثر من خمس ورشات عمل تم تنفيذها في المجال المهني بحضور أكثر من 100 شاب وشابة سورية»، كما تمكنت المنظمة «من ضم أكثر من 40 جامعة إلى تحالف دعم التعليم العالي الذي أسسته جسور بالشراكة مع معهد التعليم الدولي».
وتضيف دانيا إسماعيل أنه تم عقد مؤتمرين سنويين في نيويورك ولندن «ساهما في زيادة الوعي حول قضايا تنموية في مجالي التعليم والاقتصاد، وإشراك المغتربين السوريين فيها»، وقد تم جمع «أكثر من مليون دولار لدعم برامج جسور التعليمية من خلال مزادات فنية».
بينما تواجه جسور العديد من الصعوبات في العمل، إذ تقول إسماعيل «إن إدارة جمعية غير ربحية مرتبطة بسوريا هو أمر ليس بالسهل في العالم العربي، حتى أن تحويل الأموال إلى حسابنا المصرفي قد يتخلله بعض المشاكل في بعض الأحيان، يؤخر ذلك عمل مشاريعنا أحيانًا».
وتسعى جسور لتوسيع برنامجها لتعليم اللاجئين ضمن وخارج لبنان حسب الحاجة، وتعمل أيضًا على إطلاق مسابقة أفضل خطة عمل لرواد الأعمال الشباب خلال الربع الثالث من السنة، والاستمرار أيضًا بإشراك ودمج أشخاص حول العالم، والذين لديهم أفكار ومشاريع لمساعدة الشباب السوري، حيث ستؤمن لهم المنصة والموارد لتنفيذ هذه البرامج وتعمل حاليًا على توفير كافة الأدوات اللازمة لذلك.
في نهاية لقائنا معها، تأمل دانيا إسماعيل أن ترى جسور ثمار عملها في المستقبل عند «رؤية جيل مُتعلم ومثقف يساهم في بناء سوريا لتكون إحدى أهم وأنجح الدول».
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :