توقع مركز “عمران” للدراسات الاستراتيجية تقسم محافظة إدلب إلى ثلاث مناطق، تتقاسم السيطرة عليها ثلاث قوى.
وقسّمت ورقة بحثية نشرها المركز اليوم، الخميس 14 أيلول، محافظة إدلب إلى ثلاث مناطق تدير إحداها روسيا بينما تنتشر “تحرير الشام” في الثانية، وتسيطر تركيا على الثالثة القريبة من حدودها.
وتواصلت عنب بلدي مع “تحرير الشام” للوقوف على التفاهمات مع روسيا، ومازالت تنتظر ردًا حتى ساعة إعداد الخبر.
وتتزامن الورقة البحثية مع مساعٍ في “أستانة 6″، لرسم مناطق “تخفيف التوتر” في إدلب، إضافة إلى قضايا أخرى أبرزها ملف المعتلقين والأسرى.
ويصف المركز، ومقره تركيا، نفسه بأنه “مؤسسة بحثية مستقلة”، وهو أحد مراكز “المنتدى السوري للأعمال”.
ثلاث مناطق في إدلب
المركز حدد المنطقة الأولى بشرق سكة القطار، على خط حلب- دمشق، مشيرًا إلى أنها “منزوعة السلاح وتحت الحماية الروسية، التي تواجه فيها قوات روسيا “هيئة تحرير الشام”.
وأوضح أنها ستكون خالية من المسلحين والفصائل، “يطلب من المسلحين من الفصائل الأخرى مغادرتها، وتدار من طرف المجالس المحلية للمعارضة بشكل قريب من نمط الإدارة الذاتية المحاطة بمعابر حدودية مع المناطق المجاورة لها مع المنطقة الثانية غربًا”.
المنطقة الثانية قال “عمران” إنها تمتد بين السكة والأوتوستراد، متوقعًا أن تنحصر فيها “تحرير الشام” وتقاتل التحالف الروسي التركي، بينما يسمح بنزوح المدنيين باتجاه المنطقة الأولى أو الثالثة، “ما يدفع الهيئة إما لمواجهة عسكرية وجودية أو تفاهم يفضي لحلها وإنهاء تشكيلها السياسي والإداري والعسكري”.
الثالثة تخضع للنفوذ التركي من خلال هجوم بالتنسيق مع فصائل المعارضة في المنطقة، تسيطر خلاله على المنطقة الممتدة من الحدود التركية إلى أوتوستراد حلب- دمشق الدولي، معتبرًا أن ذلك “يتطلب هيكلة عسكرية جديدة تحوي الفصائل المسلحة المنخرطة في قتال الهيئة، أو تفاهمات تقضي بإخلاء مقاتلي الأخيرة من المنطقة”.
وعزا سبب التدخل التركي في الشمال إلى أن أنقرة “ستدفع باتجاه تحجيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) وصد محاولاته في تحقيق الاتصال الجغرافي بين الكانتونات الثلاثة”.
ماذا يُحاك لإدلب؟
وكانت صحيفة “الشرق الأوسط” تحدثت قبل أيام، عن ظهور ملامح صفقة جديدة، ترسمها تركيا وإيران برعاية روسية، وتضمن أن تكون إدلب مقابل جنوب دمشق.
وتضم محافظة إدلب أكثر من 2.9 مليون مدني، كثير منهم هجروا من مناطق أخرى، بحسب إحصائيات الحكومة المؤقتة.
وتناقش الدول الضامنة لمحادثات أستانة تثبيت نقاط تخفيف التوتر في المحافظة، في الجولة السادسة التي بدأت اليوم.
وشهدت خطوات سريعة عقب الهيمنة الكاملة لـ “الهيئة” عليها، وسط تخوف الأهالي من المصير المقبل.
تزامن ذلك مع طروحات مدنية في الداخل، وخرائط ترسمها الدول الإقليمية التي تسعى إلى التدخل في المنطقة.
ويقول مراقبون إن السيناريوهات السابقة ممكنة، خاصة مع نية أنقرة حماية حدودها، وتعزيز تفاهماتها مع روسيا التي نابت عن أمريكا، إذ تدعم الأخيرة “وحدات حماية الشعب” الكردية، العدو الأبرز لأنقرة.
–