قرآن من أجل الثّورة 118

  • 2014/05/25
  • 10:46 م

أسامة شماشان  –  الحراك السّلمي السّوري

الإخلاص والحكمة

إن الله تعالى {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ} (سورة البقرة، 169). منذ فترة سمعت قصة عن طبيب في مصر، وصف جرعة دواء لطفل صغير تعطى للكبير، وانتبه أن الطفل لو تناول هذه الجرعة لمات من فوره، فماذا يفعل؟ لا يوجد عنده عنوانه وهو في مستوصف عام فاتصل بوسائل الإعلام وقال: أرجو أن تعلنوا للمواطنين أن رجلًا وابنه دخلا إلى المستوصف الفلاني، وقد أعطيته وصفة فليمتنع عن إعطائه الجرعة وإلا يموت الطفل. فهو إذا سكت لن يعلم أحد وقد يموت الطفل دون أن يكون مدان، لكنه أعلن على الملأ أمام خمسين مليون أنني أخطأت والشيء الذي لا يصدق أن الأب الذي كان عنده وصله الخبر قبل أن يعطي الدواء لابنه. فالذي حصل عكس ما تصور الطبيب، فإنه اكتسب شهرة وسمعة تفوق حد الخيال. قد يكون الإنسان بموقع لا يستطيع أحد محاسبته أو معرفة أخطائه، فكماله أن ينتصف من نفسه وأن يعترف بخطئه. {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} (سورة البقرة، 169).

  • الله والحاكم

{وَاللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} (سورة الرعد، 41). أي إن الله هو الحكم على الإطلاق لا يزاحمه أحد، أما الإنسان فأحيانًا يحكم ثم تأتي الضغوط وتتوالى عليه رجاءات وضغط شديد فيجد نفسه مضطرًا مرغمًا للتراجع عن الحكم. الحسن البصري كان عند والي البصرة فجاءه أمر من الخليفة إذا نفذه أغضب الله، وإن لم ينفذه أغضب الخليفة، فاستشار الحسن البصري فقال هذا الإمام التابعي: «إن الله يمنعك من الخليفة، ولكن الخليفة لا يمنعك من الله». هذه الكلمة على إيجازها لو عقلناها، فأي جهة قوية مهما كانت ضاغطة وتضعك أمام خيار صعب إما أن ترضي الخليفة وتعصي الله، وإما أن تطيع الله وتغضب الخليفة فما العمل؟ إن الله يمنعك من الحاكم ولكن الحاكم لا يمنعك من الله.

مقالات متعلقة

  1. ما الذي نعرفه عن دواء باراسيتامول
  2. ما الذي تعرفه عن دواء ديجوكسين؟
  3. القنيطرة.. مطالبات بتوفير مصل "الكَلَب"  
  4. كيف نتناول الأدوية في رمضان؟

فكر وأدب

المزيد من فكر وأدب