حــــوار بين طفل ساذج وقط مثقف
عنب بلدي ــ العدد 118 ـ الأحد 25/5/2014
تمتاز كتابات أحمد بهجت بسهولة التعابير وسلاسة الربط، إضافة إلى الاعتماد على الخيال لطرح أمور نعايشها يوميًا دون أن نلقي بالًا لبعضها. ويطرح بهجت في كتابه «حوار بين طفل ساذج وقط مثقف»، رغم عدد صفحاته القليل، روايات فلسفية وأخرى أسطورية، متحدثًا عن التصوف والأخلاق والحب، باستخدام حوار دار بين «قط مثقف وطفل ساذج».
ويرى الكاتب أنه عندما ينسى الإنسان الله، فليس هناك جريمة يتردد في فعلها، بل قد يرتجف الشيطان نفسه أمامه، محاولًا أن يعطي للطفل -وكذا للقارئ- حكمًا من قبيل احترام الآخر دون النظر إلى شكله، فربّ إنسان نزلت به تصرفاته إلى مستوى أقل من مستوى الحجارة، ورب حيوان صغير علا شأنه، فقد أوحى الله تعالى إلى النحل، وسخر الهدهد لكشف قضية خطيرة من قضايا الإلحاد، وأوقف خيط عنكبوت على باب غار في صراع أمام السيوف، فهل تتصور أن احترام النملة لذاتها أقل من احترام الفيل لذاته؟
ويعتقد بهجت أن الكمال هدف على الخلائق أن تسعى إليه، وتكمن القيمة في رحلتهم إليه وصولًا إلى جوهر الحقيقة، بل يجب أن يصبح هذا الهدف جزءًا من الحقيقة.
كما يرى أن أول خطوة لقتل الحب هي الشعور بامتلاك المحبوب، فإما أن يكسر الإنسان أسوار الذات ويخرج، وإما أن يظل حبيس ذاته.
وأشار بهجت إلى مفهوم مسؤولية الحاكم إذ قال الطفل «من هو السيد الحقيقي في رأيك»، فأجاب القط «هو الذي يعرف أين خبأت أمه السمك… المفروض أن تطعمني، ألست حاكمًا علي؟ على الحاكم أن يطعم المحكوم وإلا فلا طاعة مع الجوع».
من جهة أخرى يبين الكتاب حالة القلق الناجمة عن طرائق التدريس في مجتمعاتنا، فها قد نجحت دروس الدين أن تزرع في النفس رعبًا من الموت والنار والجلود التي تشوى عليها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :