تحدثت صحيفة “الشرق الأوسط” عن ظهور ملامح صفقة جديدة، ترسمها تركيا وإيران برعاية روسية، وتضمن أن تكون إدلب مقابل جنوب دمشق.
وذكرت الصحيفة اليوم، الثلاثاء 12 أيلول، أن ملامح الصفقة تضمن مقايضة وجود عسكري في إدلب، مقابل سيطرة إيرانية على جنوب دمشق، وتوسيع النفوذ في منطقة السيدة زينب.
ولم يصدر أي تصريحات رسمية بخصوص الصفقة، عن الدول الثلاث الراعية لها.
ويأتي الحديث عن الصفقة، في وقتٍ ترسم دول إقليمية مصير محافظة إدلب، وسط غموض في مستقبل المحافظة، مع توسيع “هيئة تحرير الشام”، المدرجة دوليًا على قوائم “الإرهاب”، سيطرتها في المنطقة.
عملية للمعارضة ضد “تحرير الشام” في إدلب
الصحيفة نقلت عن مصادر متطابقة، قولها إن الصفقة “تضمن كتلة تأثير دائم على القرار السياسي في دمشق”.
وأكدت أنها “ستطرح لإقرارها خلال محادثات أستانة”، المقررة في 14 و15 أيلول الجاري، لافتةً إلى أن “موسكو ضغطت على دمشق لقبول الوجود العسكري التركي شمال سوريا بطريقة أعمق من دور الجيش التركي ضمن عملية درع الفرات”.
وأشارت إلى أن “فصائل المعارضة ستبدأ عملية برية ضد تحرير الشام، بغطاء جوي روسي وتركي نهاية أيلول الجاري”.
ويتطابق الطرح مع ما ذكره مركز الأبحاث الدولي “مؤسسة الثقافة الاستراتيجية”، الذي تحدث في الخامس من أيلول الجاري، عن تنفيذ تركيا بالتعاون مع روسيا وإيران “عملية عسكرية واسعة في إدلب”.
وقال المركز إن العملية ستبدأ بالضربات الجوية، “ثم يتوغل الجيش التركي ضد المتشددين في إدلب انطلاقًا من الحدود الشمالية، بينما يتقدم كل من الجيشين الروسي والإيراني من الجنوب”، مضيفًا أن العملية “تبدأ مع انتهاء محادثات أستانة في إطار اتفاق “تخفيف التوتر”.
نقاط انتشار الفصائل على طاولة أستانة
وكان الدكتور يحيى العريضي، المسؤول الإعلامي لوفد المعارضة إلى “أستانة6″، قال لعنب بلدي أمس، إن ورقة انتشار الفصائل في إدلب، ستُناقش في المحادثات.
العريضي لفت خلال حديثه إلى أن المعارضة “تسعى لتجنيب إدلب خطر الدمار”، موضحًا “حُددت النقاط اعتمادًا على خرائط التوزع الحالية، وستضمن عدم استهداف الفصائل من قبل النظام والميليشيات الإيرانية”.
وأشار المسؤول الإعلامي إلى أنه “لا إمارة في سوريا لا للأسد ولا لتحرير الشام، وفي حال كانت الأخيرة ضد الاستبداد والتسلط فيجب أن تلتزم بالاتفاق”.
مصادر “الشرق الأوسط” اعتبرت أن الخطوة الجديدة، تأتي ضمن إطار توزيع روسيا “صاحبة الكلمة العسكرية” مناطق النفوذ على دول إقليمية وكبرى داخل الجغرافيا السورية.
وتضم محافظة إدلب أكثر من 2.9 مليون مدني، كثيرٌ منهم هُجّروا من مناطق أخرى، بحسب إحصائيات الحكومة المؤقتة.
إدلب مقابل جنوب دمشق
بينما تسيطر المعارضة على بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، جنوب دمشق، التي تعيش هدنة منذ سنوات.
وهنا نقلت الصحيفة عن مسؤول وصفته بأنه “رفيع المستوى” قوله إن “فصائل المعارضة حاولت ضم مناطق جنوب دمشق إلى هدنة الغوطة، إلا أن موافقة روسيا المبدئية واجهها رفض إيراني، ما منع من تضمينها في الاتفاق”.
ومنعت موسكو قوات الأسد وحلفاءها من اقتحام إدلب بعد سيطرتها على حلب، منتصف كانون الماضي، وفق المصادر، التي أكدت أن روسيا “أوقفت الغارات التي شنها الطيران الأمريكي على قياديين في تحرير الشام في إدلب بداية العام، وجمدت الملف”.
وشهدت إدلب خطوات سريعة عقب الهيمنة الكاملة لـ”الهيئة”، وتساءل أهالي المحافظة عن المصير الذي تنتظره، في ظل الطروحات المدنية في الداخل، والخرائط المرسومة من قبل الدول الإقليمية والتي تسعى إلى التدخل في المنطقة.
–