عنب بلدي ــ العدد 117 ـ الأحد 18/5/2014
وهز الانفجار يوم الخميس موقفًا مزدحمًا للسيارات والحافلات بالقرب من معبر باب السلامة الذي سيطرت عليه قوات المعارضة السورية منذ تموز 2012، وقد بلغت حصيلة ضحايا التفجير وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان 53 قتيلًا على الأقل، جميعهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، إضافة إلى عشرات الجرحى نقلوا إلى مشافٍ سورية وتركية، والعديد من المفقودين.
كما أفادت شبكة «حلب نيوز» أمس السبت أن «أكثر من 20 جثة مجهولة الهوية، موجودة في مشفى كلس الوطني بتركيا، من ضحايا انفجار السيارة المفخخة».
في حين نقلت وكالة الأناضول أن من بين المصابين شخصان يحملان الجنسية التركية، وقد أغلقت السلطات التركية أكثر من مرة معبر «أونجوبينار» المقابل لمعبر باب السلامة لدواعٍ أمنية.
ويسيطر على المعبر الواقع بين مدينة أعزاز شمال حلب ومدينة كلس التركية بشكل أساسي «الإدارة الإسلامية» التابعة للهيئة الشرعية في حلب، ومعظم الحواجز التي تنتشر على طريق المعبر تعود للواء التوحيد بحسب مراسل عنب بلدي في حلب، وهو من أبرز الألوية المقاتلة في الشمال السوري.
وسبق في شهر شباط الماضي، أن سقط 10 قتلى و45 جريحًا في تفجير سيارة مفخخة كذلك، بالقرب من المعبر الذي يعتبر المنفذ الرئيسي للاجئين السوريين من محافظة حلب إلى الأراضي التركية.
وتعرضت معابر أخرى بين الحدود السورية التركية لتفجيرات مماثلة، بينها معبر باب الهوى في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، حيث قتل قرابة 16 شخصًا في تفجير بسيارتين مفخختين في كانون الثاني الماضي.
من جهته أدان الائتلاف الوطني السوري ما وصفه بـ «التفجير الإجرامي»، وجاء في بيان له يوم الجمعة إن «هذا الفعل الجبان المتمثل باستهداف مناطق مدنية هو عمل إرهابي، يأتي في سياق الجرائم التي يرتكبها النظام والعصابات التابعة له بحق الشعب السوري، ويصب في مصلحة خطته لنشر الفوضى وفرض الدمار والسعي لاستهداف الحاضنة الاجتماعية للثورة وكسر إرادتها»، وأكد الائتلاف «أن النظام لن ينجح في مسعاه»، متعهدًا بـ «ألا تمر هذه الجرائم من دون حساب».
وفي سياق متصل تشهد مدينة الراعي بريف مدينة الباب الشمالي والواقعة تحت سيطرة «دولة العراق والشام»، حركة نزوح كبيرة تجاه الحدود التركية نتيجة القصف المدفعي الذي تتعرض له بحسب شبكة «حلب نيوز».
وتستمر غارات الطيران الحربي منذ بداية العام على أحياء حلب المحررة من قبل المعارضة، مستخدمة البراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية، فيما تستمر الاشتباكات العنيفة بين فصائل المعارضة والجيش الحر من جهة، وقوات الأسد وتنظيم «دولة العراق والشام» من جهة أخرى.
وبلغ أن عدد القتلى منذ يوم الأحد الماضي 11 أيار حتى مساء أمس السبت وصل إلى 74 قتيلًا في مدينة حلب وريفها، وثقهم مكتب حلب الإعلامي بالاسم.
وبحسب آخر تقارير مركز توثيق الانتهاكات في سوريا (في آذار الماضي) فإن ما لا يقل عن 600 ألف مواطن اضطروا للنزوح داخليًا في محافظة حلب، خصوصًا في مناطق حلب الشرقية التي تعرضت لسلسة من القصف بالبراميل المتفجرة منذ بداية العام، وقد توزع أغلب النازحين بالقرب من باب السلامة ومدينة مارع.