عنب بلدي – درعا
حمل مئات المهجرين من قراهم وبلداتهم في ريف درعا إصرارهم إلى خيم اعتصام “مهجري الكرامة”، الذي استمر على مدار أربعة أيام، آخرها الجمعة 8 أيلول، كمرحلةٍ أولى قد يتبعها اعتصامات لاحقة، تبعًا للاستجابة لمطالبهم.
الاعتصام جاء ضد “أي اتفاق” لا يتضمن عودة الأهالي إلى قراههم، التي يسيطر عليها النظام السوري، وفق الناطق الرسمي باسمه، الدكتور علي الحاج علي، ووصفه في حديثه لعنب بلدي بأنه “سلمي مدني لا يتبع لأي جهة سياسية أو عسكرية”.
ورغم وصف البعض مشاركة الأهالي بأنها “ليست في المستوى المطلوب”، إلا أن الاعتصام الشعبي الذي جرى في عقدة أم المياذن، على الطريق الدولي في منتصف المسافة بين معبر نصيب ونقاط التماس قرب الأردن، “يدل على سلمية المطالب”، وفق منظميه.
وشارك في اليوم الأخير العشرات من قادة فصائل “الجيش الحر” في درعا، الذين دعموا مطالب الأهالي، ووفق يوسف الشبلاق، من أهالي بلدة الكتيبة الذي شارك في الاعتصام، فإن “إحساس الأهالي بأن الاتفاق الحالي وفتح معبر نصيب، سيجري دون اشتراط عودتنا إلى بلداتنا وهذا حق من حقوقنا”.
لم يتوقع يوسف في حديثه لعنب بلدي، أن يعيد الاعتصام المهجرين إلى قراهم، معتبرًا أن “ما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة، ولكن ما نحن فيه رسالة للفصائل والقادة، ليكون خطوة أولى في معركة تحرير البلدات المهجرة”.
اعتصام مفتوح على مراحل
الاعتصام مفتوح، كما وصفه منظموه، ومن المقرر أن يكون على مراحل، تُحدد بناء على قدر الاستجابة للمطالب، بحسب الحاج علي.
وأكد أن الهدف منه “إيصال رسالة إلى العالم والمفاوضين باسمنا على وجه الخصوص، بأن أي اتفاقات جاهزة أو معلبة، لا تضمن لنا العودة إلى ديارنا وهو حق لا نتنازل عنه، وحق الإفراج عن المعتقلين، تعتبر لاغية”.
تسريبات دعت إلى تنظيم الاعتصام
شارك المئات من الأهالي المهجرين عن قرى وبلدات تخضع لسيطرة النظام السوري أبرزها: خربة غزالة، الكتيبة، نامر، الشيخ مسكين، وعتمان ، إضافة إلى قرى من منطقة “مثلث الموت”. |
ما دفع لتنظيم الاعتصام وفق رؤية البعض، ومنهم معتصم الجروان من أهالي خربة غزالة، كانت “تسريبات” حول إبرام اتفاقيات تتضمن فتح معبر نصيب، دون الالتفات إلى المعتقلين وعودة المهجرين إلى قراهم، متوقعًا “نتائج إيجابية أقلها تعهد الأطراف المفاوضة بإدراج ملف المعتقلين والمهجرين في اتفاق الجنوب”.
يعيش الجنوب السوري، بما فيه درعا، هدوءًا في إطار اتفاق وقف إطلاق النار (تخفيف التوتر)، منذ 9 تموز الماضي، تزامنًا مع اجتماعات دورية لفصائل المعارضة في الأردن.
ووفق رأي المهجرين، فإن أطرافًا في الثورة “تتاجر باتفاقات سرية” بقراهم وبلداتهم، إلا أن معظم المشاركين، أكدوا أن عودتهم “حق وليست مطلبًا قابلًا للتفاوض”.
يقول عهد الجبر، من أهالي مدينة الشيخ مسكين وأحد المشاركين، إن اتحاد واتفاق جميع المهجرين “يُعزز إمكانية تنفيذ المطالب”.