يعيد التحقيق بنتائج مباريات الجولة الآسيوية الأخيرة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 إلى الأذهان مباريات كبيرة تم التلاعب بنتائجها لإقصاء بعض المنتخبات أو الفرق.
وتدخل الخوارزميات المعقدة لتأهل الفرق أو الفوز بالبطولات في حسابات الإدارات الرياضية للمنتخبات والحكومات والشخصيات السياسية ورجال الأعمال، خاصة وأن بعض المباريات تدور حولها الكثير من الرهانات المالية. وهذه أبرز فضائح التلاعب في تاريخ كرة القدم:
الجزائر ضحية مؤامرة
في مونديال عام 1982 في إسبانيا، وقعت الجزائر ضحية “مؤامرة” ألمانية- نمساوية، عرفت بفضيحة “خيخون” نسبة إلى المدينة الإسبانية التي جرت فيها المباراة.
وقاد المنتخب الجزائري آنذاك الجيل الذهبي، كمهدي سرباح ولخضر بلومي ورابح ماجر.
وفجرت الجزائر في هذه البطولة مفاجأة بالتغلب على ألمانيا والمكسيك، لكنها كانت بحاجة لفوز ألمانيا بأكثر من هدفين على النمسا للتأهل إلى الدور الثاني.
سجل المنتخب الألماني في الدقائق الأولى للمباراة هدفه الأول، واكتفى الفريقان حتى نهاية المباراة بمبادلة الكرات فيما بينهما، ليتأهلا معًا.
هل تآمرت البرازيل على المغرب؟
في المجموعة الأولى من مونديال فرنسا عام 1998 تعرض العرب أيضًا لما يشبه المؤامرة بين منتخبي البرازيل والنرويج.
كانت المغرب على أبواب التأهل للدور الثاني، لكن البرازيل خسرت أمام النرويج في آخر مباريات المجموعة لتخرج المغرب وتتأهل البرازيل والنرويج.
ودارت شكوك كبيرة حول سماح البرازيل التي وصلت للنهائي وخسرت أمام فرنسا، للنرويج بهزيمتها، لكن ذلك لم يؤكد رسميًا.
الكالتشيو بولي
في أيار2006، ضجت أوروبا بفضيحة التلاعب بالدوري الإيطالي، التي عرفت بـ “الكالتشيو بولي”.
ورصدت حينها الشرطة مكالمات بين حكام الدوري وأندية عريقة مثل جوفنتوس، ميلان، لاتسيو، فيورنتينا وريجينا.
وتعلقت المكالمات باختيار أندية لحكام يقفون إلى جانبهم في المباريات ليتم التلاعب بالنتائج.
وكان أبرز الخاسرين بعد الفضيحة يوفنتوس وريجينا اللذين شطبت نتائجهما وسقطا إلى الدرجة الثانية، إلى جانب غرامات مالية، ومنع رئيسيهما من ممارسة أي نشاط رياضي مدى الحياة.
التوتونيرو في إيطاليا أيضًا
جوفنتوس لم يكن أول نادٍ إيطالي كبير يتورط في التلاعب بنتائج المباريات، ففي عام 1980 تورطت أيضًا عددٌ من الأندية بفضيحة أطلق عليها “التوتونيرو”.
وسقط إثر الفضيحة نادي ميلان الشهير إلى جانب نادي العاصمة لاتسيو إلى الدرجة الثانية.
15 دولة متورطة في فساد 2013
أظهرت تحقيقات في أنحاء أوروبا عمليات تلاعب ضخمة في نتائج مباريات كرة القدم، حققت أرباحًا غير مشروعة تصل إلى ثمانية ملايين يورو.
وقالت الشرطة الأوروبية إن التحقيق المشترك أظهر التلاعب في 380 مباراة في بطولات كبرى أهمها تصفيات كأس العالم وكأس أوروبا وبطولات الدوري الممتاز في عدة دول أوروبية.
وخلصت التحقيقات إلى تورط 425 شخصًا في 15 دولة في فضيحة الفساد هذه، بينهم حكام ومسؤولون ولاعبون وعناصر إجرامية.
إطفاء الأنوار يحقق الربح
عام 1997 تآمر رجال أعمال آسيويون مرتبطون بمكاتب مراهنات على إطفاء الأنوار في ثلاثة ملاعب تشهد مباريات للدوري الإنكليزي، لأن انتهاء المباريات بنتيجة التعادل كان يمنح بعض مكاتب المراهنات أرباحًا كبيرة.
إعادة السيناريو بين الإمارات وسوريا
وكان لإطفاء الأنوار دوره أيضًا عندما أطفئت أنوار مباراة الإمارات وسوريا في ملعب مدينة العين الإماراتية، لمدة عشر دقائق.
وبعدما كان المنتخب السوري مندفعًا ومتقدمًا بهدفين وبحاجة للثالث للتأهل إلى الدور الأخير، سجل المنتخب الإماراتي هدفًا وشتت آمال السوريين الذين سجلوا هدفًا ثالثًا لم يكن كافيًا للتأهل.
واتهم اتحاد الكرة السوري نظيره الإماراتي بأن انقطاع الكهرباء كان مدبرًا وأن معاملة اللاعبين السوريين كانت سيئة، ما أثر على أدائهم، بينما نفى الإماراتيون أي تدبير للانقطاع وقالوا إنه خطأ فني.
مانشستر وليفربول
أشهر حوادث التلاعب وأقدمها، كانت عام 1915، عندما عوقب ثمانية لاعبين من فريقي مانشستر يونايتد وليفربول الإنكليزيين، بعدما أدينوا بالتلاعب لتفادي هبوط يونايتد إلى الدرجة الثانية.
وكانت الشكوى من مكاتب مراهنات خسرت أموالًا طائلة بعد ملاحظة حركة غير طبيعية قبل المباراة بأيام.
التلاعب في المنطقة العربية
تعتبر المنطقة العربية والشرق الأوسط مساحةً فيها هامش كبيرٌ للتلاعب، وتتحدث كثيرٌ من الجماهير عن اتهامات ببيع المباريات.
واعتقل ثلاثة حكام لبنانيين في سنغافورة، بتحقيق تلاعب من الاتحاد الآسيوي عام 2012، وأصدرت أحكام بحق عددٍ من اللاعبين تصل إلى مدى الحياة بسبب تعاونهم مع مكاتب مراهنات عالمية.
وفي الدوري السعودي خصم الاتحاد السعودي ثلاث نقاط من ناديي الوحدة والتعاون مع غرامات مالية بسبب التلاعب في نتائج المباريات، ما أدى إلى هبوط نادي الوحدة إلى الدرجة الثانية عام 2011.