كهوف هيدراهوداهوس.. عالم سحري يبحث عن الحقيقية

tag icon ع ع ع

تدور أحداث رواية “كهوف هايدراهوداهوس” للأديب السوري الكردي سليم بركات، في عالم خيالي مواز لعالمنا نفسيًا، ومتباين عن الواقع الفيزيائي الذي نعيشه كبشر بشكل يعطي انطباعًا ساحرًا منذ الكلمات الأولى للرواية.

فأبطال هذا العمل هم مخلوقات أسطورية معروفة باسم “القنطور” أو “السانتور”، وهي مخلوقات يختلط شكلها مناصفة بين الإنسان من الأعلى، والحصان من الأسفل.

شعب الهوداهوس يعبد إلهًا من نوع خاص وهو “اللون”، ولا يقسمون إلا باسمه، وهو أقدس شيء يتوجهون إليه بالإخلاص.

وما إن يبلغ الهوداهوس ستة أعوام حتى يصبح لزامًا عليه أن يجد شريكًا له يقاسمه أحلام النوم، فكل هوداهوس يرى نصف حلم، في حين يكمل النصف الآخر شريكه الذي ارتبط معه إلى الأبد.

وتُعتبر الأحلام في ثقافة هذا الشعب مقدسة، ولا يجوز أن يعرفها غير الشريكين، والإله اللون.

لكن أمير الشعب “ثيوني” الذي استحكم منه الضجر، دنّس هذه المقدسات حين طلب في أحد الصباحات التي يجتمع فيها مع خلصائه، بأن يروي الهوداهوس أحلامهم على الملأ، وقد بدأها بنفسه وزوجته “انيكساميد”.

وبدءًا من ذلك اليوم ستتوسع ظاهرة رؤية الهوداهوس لحلم كامل، وهو سيسبب بتشتتهم بعد أن كانوا ثنائيات أبدية، إذ يرون مخلوقًا يقف على قدمين (الإنسان)، ولا يعرفون ما هي طبيعته، ولا الطريقة التي باتوا يرون بها أحلامًا كاملة منتهكين بذلك ناموس المقدس في ثقافتهم.

لاحقًا سيخطف بعض الهوداهوس الذين شعروا بالإساءة لتاريخهم الأمير “ثيوني”، بعد أن وصلته أخبار الأحلام الكاملة فخرج متنكرًا للبحث عن حقيقة هذه الأحلام.

وحدها “انستوميس” العرّافة الناجية من سلالة أفناها مرض سموه “حمّى القرائن”، وهو بهاق أبيض يحولهم إلى حجارة كلما وجدوا شيئًا لا يستطيعون الكشف عن قرينه وشريكه، كون كل شيء في عالمهم قائمًا على المشاركة بين شخصين.

وحدها هذه العرافة ستعرف الحقيقة كاملة، لكن سليم بركات لن يبوح بها بشكل صريح، ما سيضع القارئ في حيرة وقلق دائم لا يخلو من المتعة.

وبهذا الأسلوب يمنح الروائي قرّاءه ميزة اكتشاف الحقيقة من وجهة نظرهم، لكنها حقيقة مرتبطة بالتأويل والتفسير تبعًا لتجربة كل إنسان في الحياة، ما يعطي الرواية طابعًا بالديمومة والاستمرار والتطور حتى بعد نشرها بـ11 عامًا.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة