الأدوية مقطوعة والأسعار لا تتناسب مع التكلفة
سهل الغاب يفقد ثروته السمكية
ريف حماة – إياد عبد الجواد
تراجع إنتاج الأسماك في سهل الغاب بريف حماة الغربي، على خلفية الحصار المفروض على المنطقة من قبل قوات الأسد من جهة، والأمراض التي طالت هذا النوع من التربية من جهة أخرى، وما رافقه من نقص الأساليب والأدوات اللازمة.
تعتبر تربية الأسماك في الغاب من أقدم المهن التي يمارسها الأهالي، ووصل إنتاجها إلى 40% من إجمالي الإنتاج السوري للأسماك، بحسب ما أوردت تقارير صادرة عن وسائل إعلام النظام السوري.
بيئة خصبة مهددة
ورث شادي درويش، أحد سكان المنطقة، التربية عن والده، إذ تشكل مصدر الرزق الأساسي له ولمئات العائلات من مدنيي المنطقة.
وقال إن التربية تركزت في منطقة الغاب بالتحديد، نظرًا للملوحة الزائدة في التربة، وعدم صلاحيتها للزراعة، ما دفع المزارعين إلى حفر الأحواض والآبار من أجل تربية الأسماك فقط، دون استثمارها في أعمال أخرى.
وأضاف لعنب بلدي أن غالبية المَزارع تعتمد بشكل رئيسي على مياه الآبار الارتوازية، عن طريق عملية الضخ، الأمر الذي يشكل عبئًا كبيرًا عليها، نظرًا لكميات الوقود اللازمة لعملية رفع المياه، إذ تحتاج أقل فترة تشغيلية مدتها ثماني ساعات إلى حوالي تسعة ليترات من المازوت، والذي يبلغ سعر الليتر الواحد منه نحو 280 ليرة. (الدولار يعادل 500 ليرة سورية)
إضافةً إلى الوقود، تشكل صعوبة الحصول على الأعلاف الخاصة أزمة لمربي الأسماك، نظرًا لارتفاع أسعارها، ما دفع المزارعين إلى الاعتماد على أعلاف غير مخصصة لغذاء الأسماك، كمخلفات المداجن والمذابح والمسالخ.
ووفقًا لإحصائيات النظام السابقة، كان سهل الغاب ينتج قبل الثورة ما معدله ستة آلاف طن من الأسماك سنويًا من مزارع خاصة وحكومية، نظرًا للبيئة المناسبة لتربية الأسماك التي يتمتع بها الغاب، ويحوي الأخير قرابة 350 مزرعة أسماك، على مساحة تمتد إلى 6400 دونم، حيث تربى الأسماك ضمن أحواض ترابية تتراوح مساحة الواحد منها بين عشرة دونمات وخمسين دونمًا.
الأسعار لا تتناسب مع التكلفة
أشار مربي الأسماك شادي درويش إلى غياب أسواق التصريف، وعدم تناسب الأسعار مع التكلفة، إذ “يحتكر التصريف والتسويق إلى باقي محافظات القطر عدد من التجار المتنفذين، وبالتالي يضطر المربون لبيع إنتاجهم بثمن منخفض لا يسد مصاريف العمل والإنتاج”.
وأوضح أن أعباء التصريف زاد عليها انتشار الأمراض التي تصيب الأسماك بسبب انقطاع الأدوية البيطرية اللازمة لمعالجتها، خاصةً للأمراض المستعصية، كالجمرة والتهابات الأمعاء وأمراض الفطور المنتشرة بكثرة حاليًا، التي تصيب الأفراخ.
وتتنوع أصناف الأسماك التي يتم تربيتها في مزارع الغاب، بينها الكارب، المشط، السلور، والسمك الفضي، ويبلغ سعر الكيلو الواحد منها مايقارب 1500 ليرة سورية.
وبعد بدء المواجهات العسكرية في سهل الغاب والمناطق المحيطة به في الريف الغربي لحماة، قطع النظام المحروقات والأعلاف والأدوية البيطرية عن المنطقة، كما قطع في كثير من الأحيان الكهرباء، وذلك كان بداية الطريق في تراجع إنتاج الأسماك في الغاب.
إلا أن الفصائل العسكرية العاملة في المنطقة عملت على تأمين المحروقات (نفط خام) من المناطق الواقعة تحت سيطرته، كبديل عن المازوت والبنزين لمحركات الماء والمولدات الكهربائية، واستورد الأعلاف والأدوية البيطرية من تركيا في ظل توقف معظم معامل الأعلاف والأدوية البيطرية في سوريا.
وفي حديث سابق مع المهندس ماهر عثمان، أحد المشرفين على أحواض الأسماك في سهل الغاب قال إن “الأدوية التركية لم تلبي الحاجة وذلك إما لعدم كفاءتها أو لسوء استخدام المربين لها”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :