عنب بلدي – خلود حلمي
مقتل مثنى الحسين أبو المقداد، صياد الدبابات، ابن مدينة سراقب الذي استشهد ذبحًا على يد عناصر تنظيم «داعش»، لن يكون آخر الحوادث طالما بقيت «الدولة» تصول وتجول وتتسلط على رقاب البشر كيف شاءت. واليقين أن نظام الأسد كان أول المهللين لذبحه لأن عناصر داعش أسدوا له خدمة العمر بقتل من أقض مضاجعهم، ولم تسلم منه دبابة من دبابات النظام التي استهدفها.
أبو المقداد لحق برفيق الجهاد حسين سليمان (أبو ريان)، الذي اعتقل على يد التنظيم وأعيد مقتولًا وممثلًا بجسده، ليتصاعد عدد ضحايا التنظيم مستهدفًا شخصيات قيادية عجز نظام الأسد على مدار ثلاث سنوات من الوصول إليها والتخلص منها، ناهيك عن أعداد المعتقلين داخل سجونه من خيرة الشباب الثائر بتهم وحجج لا يعلمها إلا الله، ولا تجد لها تفسيرًا عند التنظيم إلا «الردة»، فهي أسهل الطرق لتحليل ذبحهم والتنكيل بهم.
في كل محطة يتقدم فيها الثوار داخل سوريا، تجد تنظيم الدولة يتصيدهم من الجهة الأخرى فيقتلهم ويشغلهم عن قتال جيش الأسد ويستنزف قواهم، ويحتل المناطق التي حررت بالدماء وبشق الأنفس كما حدث في ريف حلب ويحدث في دير الزور حاليًا. والحصيلة مزيد من دماء شبابنا، وكأن أرض الوطن لم تكتف من دماء من قتلوا على يد النظام لتطالهم يد التنظيم غدرًا. والمخزي في الأمر أنه ليس هناك تحرك جاد لدرء خطر هذا التنظيم، اللهم إلا تحركات من عدد من ألوية التي لا تتجاوز أصابع اليد تتوحد لترد ظلم التنظيم فيقابلها بجبروته وجيوشه ويتركها الجميع تواجه مصيرها لوحدها، وتتمدد الدولة «الباقية».
ويبقى ميثاق الشرف الثوري الصادر عن الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وجيش المجاهدين وألوية الفرقان والجبهة الإسلامية وفيلق الشام بادرة أمل ضمن حلقة السواد التي تعم الساحة السورية، لتكون أول خطوة من نوعها لتوحيد الجهود وتحديد ضوابط للعمل والالتزام بوحدة الأراضي السورية والاستعانة بالعناصر السورية لتحقيق التحرر من نظام الأسد وإقامة دولة العدالة والقانون والحرية وتحييد المدنيين عن الصراع المسلح. على أمل أن يتم تطبيقه لخير الثورة السورية والتخلص من كل من يكيد بها وإعادة الحق إلى نصابه والعودة إلى قتال الأسد وجنوده متوحدين لا متفرقين قبل أن يفوت الأوان وتبقى الكتائب المجاهدة على الأرض مجرد أعواد هشة تكسرها أضعف قوة تمارس عليها.