يعاني اللاجئون السوريون الذين استطاعوا الوصول إلى بريطانيا هربًا من الموت والاعتقال من إهمال الحكومة البريطانية لهم والمماطلة في اجراءات لجوئهم. فمازال بعضهم ينتظر في مراكز إيواء اللاجئين لأكثر من ستة أشهر من أجل تحديد موعد المقابلة الثانية، والتي يقرر بموجبها قبول أو رفض الشخص كلاجئ في بريطانيا.
إهمال الحكومة البريطانية دفع بمجموعة من اللاجئين السوريين في مدينة ليدز لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الداخلية البريطانية في المدينة، وذلك بسبب تأخر مواعيد المقابلات وخاصة الذين جاؤوا في آخر شهرين من السنة الماضية، ويبلغ عددهم 30 شخص تقريبًا.
استمر الاعتصام لمدة ثلاثة أيام بدءًا من يوم الثلاثاء 13 أيار ولمدة 3-4 ساعات يوميًا، وشارك بالاحتجاج عدد من اللاجئين السوريين، منهم من حصل على الإقامة حديثًا، كما شاركت أيضًا مجموعة «أصدقاء سوريا» بليدز ومجموعة «بلا حدود».
محمد غالب، أحد المنظمين للاعتصام والذي وصل إلى بريطانيا بتاريخ 27 كانون الأول 2013، عبر لعنب بلدي عن استيائه من إهمال الحكومة لأوضاعهم، وقال «نحن هنا ببريطانيا مثل اليتامى، لا محامي ولا برلمان ولا حدا يساعدنا».
محمد لم يكن ليغادر سوريا لولا الأحداث وخطورة البقاء فيها، فقد كان يحضر للماجستير في إدارة الإعمال بالجامعة الافتراضية بسوريا، وكان يعمل بشركة الاتصالات «ام تي ان»، وذكر «إننا كسوريين لم نأتي لولا الحرب في بلدنا، ولم نأتي طمعًا بالتعويضات كباقي اللاجئين ببريطانيا، ومعظمنا من حملة الشهادات الجامعية أو ممن يتقن مهنة أو حرفة ما».
من جهتها قامت مؤسسة «فكر وبناء» للجالية السورية في مانشستر بالتواصل مع الداخلية في بريطانيا للاستفسار عن سبب التأخير في تحديد موعد المقابلة الثانية لطالبي اللجوء من السوريين، فكان الجواب أن «المعدل الوسطي بين فترة تقديم طلب اللجوء والمقابلة هو 21 يومًا خلال عام 2014» ولكن الداخلية اعترفت في رسالتها بتأخير بعض الحالات، وأبدت استعدادها للمساعدة. وتقوم مؤسسة «فكر وبناء» حاليًا بالعمل على جمع أسماء وأرقام ملفات طالبي اللجوء ممن لم يتم تحديد موعد المقابلة الثانية لهم من أجل إرسالها إلى الداخلية لتسريع الإجراءات والمساعدة.