عنب بلدي ــ العدد 117 ـ الأحد 18/5/2014
تعاني دمشق وريفها خلال هذه الفترة من انقطاعات الكهرباء لفترات طويلة، لدرجة أنها لا تأتي لأكثر من أربع ساعات يوميًا في أغلب مناطق دمشق وريفها، وهو ما خلق إرباكًا كبيرًا للمواطنين، لاسيما في فترة تحضير للامتحانات، ما يخلق عائقًا أمام الطلاب وأهاليهم، ناهيك عن أن هذه الأزمة تترافق مع بداية موسم الصيف.
- أضرار مادية بسبب الانقطاع المفاجئ
ولعل أولى النتائج السلبية التي خلفها غياب التيار الكهربائي هي الخسائر المادية لعدد كبير من الفعاليات الاقتصادية، كبائعي اللحوم والخضار والألبان والأجبان وغيرها.
وقد أوضح ياسر، وهو لحام في منطقة كفرسوسة، أنه اعتقد أن انقطاع الكهرباء الأخير هو مؤقت كالعادة، فترك اللحوم في ثلاجاته دون أن يتصرف بها، وتابع «لم أكن أعلم أن التيار الكهربائي سيظل مقطوعًا لثلاثة أيام متتالية، وهو ما أدى إلى فساد 60 كيلوغرامًا من اللحوم، وسبب لي خسارة كبيرة»، لافتًا إلى أنه اتجه بعد ذلك لشراء اللحم بشكل يومي وتوقف عن تخزينه. كما أشار بائعو خضار إلى أنهم اضطروا بعد تكرار انقطاع الكهرباء للتخلص من الخضار والفاكهة الموجودة لديهم بأسعار رخيصة كي لا تفسد. بينما قامت الكثير من العائلات الدمشقية بتدارك الأمر بإخراج المونة المخزنة في الثلاجات، من لحوم وخضار، لاستهلاكها قبل أن تفسد.
- للطلاب معاناتهم مع اقتراب الامتحانات
الطلاب كان لهم حصة من تلك المعاناة، وخصوصًا مع بداية موسم الامتحانات التي باتت تطرق أبوابهم، إذ أثر انقطاع التيار الكهربائي على سير حياتهم الدراسية، كما تعبر ديما، طالبة المرحلة الثانوية، والتي أصبحت تضطر إلى إنجاز القسم الأكبر من دراستها خلال النهار بسبب انقطاع الكهرباء ليلًا، إذ لا يوجد بديل «إلا ضوء الشموع». في حين لفت محمود، طالب الشهادة الثانوية، أن لوجود الكهرباء عامل نفسي بالنسبة للطالب في أوقات الامتحانات، لأن أي نشاط سوف يقوم به الطالب خلال دراسته سيرتبط بالكهرباء.
- انتعاش أسواق الطاقة البديلة
أما أسواق المولدات والبطاريات فقد أدى الانقطاع المتكرر للكهرباء إلى إنعاشها من جديد، ولكن مع ارتفاع أسعار البنزين المستخدم كوقود للمولدات المنزلية، والذي وصل سعره إلى 120 ليرة لليتر الواحد، يعني أن تكلفة عمل المولدة لعدة ساعات تصل لأكثر من ألف ليرة يوميًا، وهو ما دفع المواطنين إلى شراء البطاريات وأجهزة الإضاءة التي تعمل عليها.
وفي جولة لمراسل عنب بلدي على أسواق الأدوات الكهربائية، لوحظ وجود عروض كثيرة لأجهزة الإنارة الصغيرة التي تبدأ أسعارها بحوالي 300 ليرة وتصل لأكثر من ألف ليرة، ولكن وبحسب أحد المتسوقين، فإن هذه الأجهزة غير عملية وسرعان ما تتعطل بعد شهر أو شهرين لتصبح غير قادرة على العمل لأكثر من نصف ساعة وبضوء خافت، وبالتالي لابد من تبديل البطارية التي يقارب سعرها سعر الجهاز، ليعود الوضع بعد فترة قصيرة كما كان، لجهة ضعف قوة الإضاءة. ولكن تلك الأجهزة تبقى هي الحل «الأرخص» كما يقول.
أما المواطنين الذين يبحثون عن مستوى أفضل من الإنارة فيتجهون إلى شراء البطاريات والعواكس، التي تعمل على تحويل الطاقة الكهربائية من بطارية 12 فولط إلى 220 فولط متناوب. وتتنوع العروض الموجودة لدى الشركات تبعًا لطلب الزبائن وحاجتهم، والتركيز الأكبر لدى معظم الزبائن يكون على الأجهزة التي تقوم بشحن الموبايل وتشغيل الراوتر والإنارة والحاسوب. ومن العروض الموجودة في الأسواق بطارية لتشغيل «الراوتر» لمدة 6 ساعات بسعر 3 آلاف ليرة، وبطارية بشاشة رقمية لتشغيل «الراوتر» لمدة 6 ساعات بـ 4 آلاف ليرة، وبطارية لتشغيل «الراوتر» مع إنارة متوسطة وشحن الموبايل لمدة 8 ساعات بسعر 7 آلاف ليرة، وبطارية لتشغيل «اللابتوب» مع «الراوتر» بالإضافة إلى إنارة متوسطة لساعات طويلة لمدة 7 ساعات بـ 12 ألف ليرة.
من جانب آخر، تتوقف عدة جهات حكومية عن تقديم الخدمات للمواطنين خلال فترات انقطاع التيار الكهربائي، ولاسيما الخدمات التي ترتبط بالحاسوب، ويقول المواطن سامر إنه لم يتمكن من الحصول على إخراج قيد من النفوس بسبب انقطاع التيار، موضحًا أنه اضطر لانتظار 4 ساعات لعودة الكهرباء لإتمام معاملته.
وكانت «وزارة الكهرباء» أعلنت مؤخرًا أن 32 عنفة بخارية وغازية لتوليد الطاقة الكهربائية خرجت من الخدمة من أصل 54 عنفة، مشيرةً إلى أنه «تمّ الاعتداء على معظم خطوط التوتر العالي التي تقوم بنقل التيار من محطات توليد الكهرباء إلى المنشآت والمدن، ما أدى إلى زيادة ساعات التقنين. يشار إلى أنّ دمشق وريفها عاشت مرات عديدة في ظلام ناتجٍ عن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، منذ بداية فصل الشتاء الماضي.