قرآن من أجل الثّورة 117
خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
- البحث عن الله
{نسوا الله فأنساهم أنفسهم} (سورة الحشر، 19).. عندما أنسى الله يحتشد البشر، تتناثر نفسي شظايا في نفوسهم، أنتظر تعليقاتهم واستحسانهم، أخاف من سخطهم وأطمع في عطائهم، أصبح عبارة عن دمية تحركها خيوط حركاتهم وظلًا ضائعًا تحت ظلالهم، يرافقني شخص مستقل مستغن، لكن غالبًا عن الأصدقاء الحقيقين الذين لا يملكون جاه الدنيا، الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، تعدو عيناي عنهم رغبة في زينة الحياة الدنيا. ما أن أتذكر الله حتى أبصر ويخنس الشيطان الذي اقترن بي، أزهد في عبيد الدنيا وأرغب في دراويش الآخرة. ولكي لا تأخذكم الظنون مأخذًا فكل منا يحمل عبدًا ودرويشًا. عندما أتذكر الله غالبًا ما أزهد في الأول وأرغب في الثاني بين جوانح ذات الشخص. إذا أضعت نفسك ابحث عن الله وكما قال سدهارتا: «العثور أن تتحرر من الأهداف. أن تصبح قابلًا للتلقي».
- يجاهد لنفسه
كثيرًا ما تتملكني الحماسة وأقرر أن أمضي جهدي وحياتي في عملي والبحث العلمي حتى أتصدر وأتفوق، ثم أتوقف قليلًا وأتنفس: لماذا؟ أتذكر أكبر الأسماء في الحقل وكيف أن عظمتها لا تتجاوز مجتمعًا تعداده بالآلاف وهو نكرة خارج تلك الدائرة التي يتربع على عرش المجد فيها. ليس هذا فقط، بل إنه يخسر مجده خلال عقد أو عقدين بين دائرته الضيقة. أتذكر كيف تغير مقياس العظمة والإنجاز خلال مسيرة حياتي القصيرة نفسها فما تمنيت أن أموت من أجله يومًا قد أضحك منه اليوم. تعود الآية لترن في أذني {وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ} (سورة العنكبوت، 06) أنت وحدك في النهاية، ولو بعد حين، حتى بين الناس في الحياة الدنيا. جاهد لها فأنت رهين ما كسبت وستبعث وحدك، فاحرص على ما ينفعك بعيدًا عن ضجيج المسميات {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} (سورة مريم، 95).
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :