السومة “عكيد” يعود إلى حارة الأسد

  • 2017/09/06
  • 1:57 م
اللاعب عمر السومة أثناء تكريم الاتحاد الرياضي بدمشق للاعبي المنتخب السوري - 6 أيلول 2017 (Syria Pro Sport)

اللاعب عمر السومة أثناء تكريم الاتحاد الرياضي بدمشق للاعبي المنتخب السوري - 6 أيلول 2017 (Syria Pro Sport)

عاد المهاجم السوري عمر السومة إلى سوريا، بعد غياب ست سنوات نتيجة موقفه السياسي الذي كان أقرب إلى الثورة.

السومة وصل مع لاعبي المنتخب إلى مطار دمشق الدولي أمس، الثلاثاء 5 أيلول، بعد تعادل مع إيران في طهران والتأهل إلى الملحق الآسيوي لكأس العالم في روسيا 2018.

نجم يسجل هدفه الأول

“أبو خطاب” أو “العكيد” كما يحلو للجماهير مناداته، ينحدر من مدينة دير الزور ومن مواليد 1989، وتمكن من تسجيل هدفه الدولي الأول مع المنتخب في مرمى إيران في الوقت بدل الضائع، والذي وصفه البعض بالأغلى كونه أسهم في تأهل المنتخب إلى الملحق.

وعبر اللاعب عن فرحته بالعودة إلى الوطن بعد ست سنوات، قضاها محترفًا في دول الخليج، حيث استقر في نادي الأهلي السعودي ولمع نجمه وأصبح حبيب الجماهير السعودية.

مسيرة اللاعب بدأت مع نادي الفتوة في 2008، ثم انتقل إلى صفوف نادي القادسية الكويتي بداية الثورة، قبل أن يستقر في نادي الأهلي السعودي في 2014، لصيبح هداف الدوري السعودية لموسمين متتالين.

ورغم نجوميته في السعودية لم يلعب للمنتخب سوى آخر مباراتين دوليتين رسميتين، برغم وصوله إلى 28 عامًا.

علاقة متوترة مع إدارة المنتخب

فقد شاب مسيرة اللاعب مع المنتخب الكثير من التوتر، بعد رفضه المشاركة خلال السنوات الماضية لأسباب سياسية، وبعد اتهامه من قبل الاتحاد السوري لكرة القدم بـ “الخيانة الوطنية”، بحسب ما قال السومة عبر صفحته في “فيس بوك” في 2015.

تهمة “الخيانة الوطنية” جاءت بعدما رفع علم الثورة السورية في نهائيات بطولة غرب آسيا السابعة، التي أقيمت في الكويت في 2012، وانتهت بفوز المنتخب السوري على العراق.

وعقب الفوز تقدم السومة إلى مشجعي المنتخب الذين حملوا علم الثورة، وأهدى الانتصار إليهم في موقف واضح من الثورة ورفضه لسياسة النظام السوري في تعامله مع المتظاهرين آنذاك، ليمنع بعدها المشاركة مع المنتخب.

وأوضح السومة في حزيران 2015 أن المنتخب شارك في تصفيات كأس العالم، وأقام مباريات دولية ودية ومعسكرات داخلية استعدادًا للبطولات اللاحقة دون استدعائه.

وقال “تفاجأت بعد ذلك بإبلاغي أن القيادة لا ترغب بمشاركتي بل إنها مصرة على استبعادي عن المنتخب واتهامي بالخيانة الوطنية”.

لكن بعد تأهل المنتخب إلى دوري المجموعات المؤهلة لكأس العالم ومنافسته لأقوى منتخبات القارة الآسيوية، بدأت المطالب بانضمام “أبو خطاب”، خاصة بعد المستوى الملفت الذي قدمه في الدوري السعودي، ليأتي الرفض من قبله هذه المرة.

وأوضح عبر حساباته في مواقع التواصل الاحتماعي بأن قرار مشاركته مع المنتخب هو قرار شخصي، معتبرًا أن “طموح أي لاعب تمثيل منتخب بلاده إلا أن الظروف الشخصية حالت دون التحاقي”.

وقابل رفض السومة اتهامات جديدة، لكن هذه المرة من قبل مؤيدي النظام الذين وصفوه بالخائن لبلده وشعبه، وأنه رفض اللعب من أجل الحصول على الجنسية السعودية (أكبر داعمي المعارضة) واللعب في منتخبها.

عودة من بعيد

لكن مع النتائج الإيجابية التي حققها المنتخب في التصفيات، وعودة فراس الخطيب بعد غياب ست سنوات، عادت المطالب مجددًا بضم السومة ليتم ذلك بعد محادثات مع الاتحاد السوري وموافقته.

السومة لعب مع المنتخب مباراتين، الأولى أمام قطر  التي أسهم بتحركاته بشغل الدفاع القطري ولم يسجل فيها.

ثم تحول إلى بطل على صفحات مؤيدي النظام بعد تسجيله هدف التعادل في مرمى إيران.

كما أطلقوا عليه وصف “قاهر الإيرانيين”، إذ سجل في كافة المبارايات التي خاضها مع فرق إيرانية مع ناديه الأهلي السعودي، ليسجل أمس في المنتخب الأول.

هدف السومة وعودته إلى سوريا لاقت ترحيبًا كبيرًا من قبل مؤيدي النظام، في حين انقسم المعارضون بين مؤيد لها وضرورة فصل السياسة عن الرياضة، وبين رافض العودة إلى صفوف منتخب تابع للنظام، بنظرهم، الذي يقصف مدن وبلدات سوريا بالبراميل المتفجرة.

السومة لم يعد إلى المنتخب فحسب وإنما إلى سوريا أيضًا، ووعد الجماهير السورية بتقديم أداء جيد خلال مواجهتي استراليا المقبلة “لرسم البسمة مجددًا على وجوه السوريين، متسلحين بالإرادة والعزيمة على تحقيق الانتصار”.

وتوقع البعض مقابلة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، للاعبي المنتخب، وفي مقدمتهم السومة، في محاولة لتوظيف تأهل المنتخب إلى الملحق إعلاميًا.

مقالات متعلقة

رياضة محلية

المزيد من رياضة محلية