بازلتز ليس آخر الفنانين المسروقين في العالم
استعادت الشرطة الألمانية عددًا من الأعمال الفنية المسروقة للرسام المعاصر جورج بازلتز، بعد محاولة اللصوص بيعها.
وتبلغ قيمة اللوحات 2.5 مليون يورو، ويبلغ عددها 15 من أصل 19 لوحة مسروقة، في الفترة بين حزيران 2015 وآذار 2016.
وقالت المتحدثة باسم الادعاء في ميونخ، آني ليدينج، إن السلطات تحتفظ بالأعمال الفنية التي استردتها في مكان آمن، دون الإفصاح عنه.
وترأس عصابة اللصوص عامل توصيل تولى عملية نقل القطع الفنية للرسام التعبيري المعاصر بازلتز.
ويتزعّم بازلتز الذي يبلغ من العمر نحو 90 عامًا، حركة إحياء الفن التعبيري الجديد، الذي ناهضته النازية.
تتميز لوحات بازلتز بعكس قوانين الجاذبية الأرضية، والخروج عن المألوف في الفن والطبيعة، ويضع نقّاد اسمه إلى جانب فان غوخ وفرانسيس بيكون وبابلو بيكاسو.
النازية والفن
حاربت النازية بقيادة أدولف هتلر الحركات الفنية الحديثة التي أسهمت بتحرير مخيلة الإنسان، وإطلاق العنان لأفكاره، مثل السريالية والدادائية والتعبيرية.
ودعا هتلر لمحاربة هؤلاء الفنانين، مبررًا ذلك بأنهم لن يساهموا ببناء النهضة الثقافية للأمة تحت أي ظرف كان.
وشهد العام 1939 إحراق العديد من اللوحات الفنية في برلين، ضمن حملة النازية لمحاربة أي نتاج ثقافي لا يروج للإيديولوجيا العنصرية التي دعا إليها هتلر في كتابه “كفاحي”.
تجارة اللوحات المسروقة
قدرت وكالة المخابرات الأمريكية حجم السوق السوداء للفن المسروق بستة بلايين دولار سنويًا، ما يجعلها رابع تجارة عالميًا بعد المخدرات وغسيل الأموال والسلاح.
في حين تتراوح نسبة الأعمال المسترجعة بين 5 إلى 8% فقط، وتعتبر فرنسا وبلجيكا وسويسرا أكثر البلدان التي تنشط فيها هذه السرقات بسبب قوانينها التي لا تتيح تناقل اللوحات بحرية.
وتعتبر سرقة المتاحف اليوم جريمة منظمة، ويتطور اللصوص المختصون بها دومًا بتطور أساليب الحماية التي تتخذها هذه المتاحف، ما يعطي هذا الصراع طابعًا شبه أبدي.
أشهر اللوحات المسروقة
ماتزال بعض اللوحات العالمية المسروقة مجهولة المصير حتى يومنا هذا، وأغلبها يعود لفنانين ناهضوا الديكتاتورية، وعانوا من الأنظمة الشمولية مثل النازية وغيرها.
وأشهر هذه اللوحات “عاصفة على بحر الجليل” التي رسمها رامبرانت فان راين، وسرقت عام 1990 من متحف في ولاية بوسطن الأمريكية، وخصصت مكافأة بخمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكانها.
وعام 2000 سرق لصّان لوحتين لفان غوخ، من المتحف الذي يحمل اسمه في العاصمة الهولندية أمستردام، وتم القبض عليهما وسجنا لأربع سنوات، لكن لم تتوصل السلطات لمكان اللوحتين.
وعام 2012 أعلنت السلطات الهولندية عن سرقة القرن، بعد نجاح ثلاثة لصوص بسرقة سبع لوحات لبيكاسو ومونيه وغوغان، في ثلاث دقائق فقط.
قبضت السلطات لاحقًا على لصوص القرن، لكن والدة أحد اللصوص أحرقت اللوحات التي تقدر قيمتها بـ 24 مليون دولار، فحكم القضاء على اللص بالسجن لسنة واحدة، وعلى والدته بالسجن لسنتين.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :