عنب بلدي ــ العدد 116 ـ الأحد 11/5/2014
ويبدو أن حالة الجمود هذه مستمرة بسبب غياب السلاح القادر على إحداث فارقٍ كبيرٍ ميدانيًا؛ لا ننكر هنا حصول المعارضة السورية على مضادات للمدرعات من نوع «Tow» الأمريكية أو غيرها، لكن هذه الصواريخ تعقد المسألة أكثر، طالما أنّ الدول الداعمة للنظام تفتح مخازنها على مصراعيها لنظام ينفذ حرفيًا ما يطلب منه.
ولعلّ حالة ضخ السلاح في سوريا، لإبقاء التوازن بين الطرفين، يتمثل مؤخرًا بمحاولات وفد الائتلاف المعارض الحصول على سلاح نوعي خلال زيارته إلى واشنطن أو من خلال مراسلاته مع دول عربية أو غربية؛ وسواء حصل على هذه الأسلحة أو لم يحصل، فإن روسيا سارعت لوضع جدول زمني يقضي بتسليم حليفها المدلل في المنطقة، 36 طائرة تدريب وقتال من نوع «ياك» قبل نهاية العام الجاري.
وبين صواريخ الأول وطائرات الثاني، فإن سوريا تدفع ضريبة افتتاح سوق السلاح على أراضيها، واستنزاف مقوّماتها البشرية والعمرانية، في ظل غياب أفقٍ للحلول السلمية، دون أيّة مبالاة من قبل نظام الأسد، يقابله ردّ فعلٍ غير مدروس في أغلب الحالات من قبل قوات المعارضة، على غرار تفجير فندق «كارلتون القلعة» الأسبوع الماضي.
ثم إن استمرار توازن القوى بين الطرفين لفترة أطول ينذر باستمرار النزاع المسلّح في السنوات المقبلة واندثار بقايا ثورة تنادي بالحرية والكرامة للشعب المنهك، أو الحؤول إلى سيناريو أكثر تعقيدًا يتمثل بتقسيم البلد إلى دويلات وكنتونات متناحرة على الأمد الطويل..